أكد قادة دول مجلس التعاون الخليجي وجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية والعراق والرئيس الأمريكي، السبت، على أهمية التعاون المشترك لتعميق الشراكة الاستراتيجية ومواجهة مختلف التحديات.
وأعرب محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، في افتتاح قمة جدة للأمن والتنمية، عن أمله بأن “تؤسس هذه القمة لعهد جديد من التعاون المشترك والاستراتيجي بين دولنا والولايات الأمريكية خدمة للمصالح المشتركة وتعزيزا للأمن والتنمية في هذه المنطقة الحيوية بالعالم”.
وأوضح أن التحديات الكبرى، التي عرفها العالم خلال جائحة “كوفيد- 19” والأوضاع الجيوسياسية، تستدعي مزيدا من تضافر الجهود لتعافي الاقتصاد العالمي وتحقيق الأمن الغذائي والصحي، مبرزا أن تحديات التغيير المناخي تقتضي تبني نهج متوازن يعتمد على معالجة الانبعاثات لدعم جهود مواجهة هذا التغيير.
وكشف ولي العهد السعودي عن زيادة إنتاج النفط ليصل إلى 13 مليون برميل يوميا، داعيا إيران إلى التعاون مع دول المنطقة ووكالة الطاقة الذرية، من خلال الالتزام بالمادة الشرعية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
من جانبه، قال رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إنه يزور هذه المنطقة لأول مرة دون أن يكون فيها جنود أمريكيون، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستواصل عملها في مكافحة الإرهاب بالتعاون مع دول المنطقة، مع التركيز على شراكات جديدة لبناء الثقة.
وأضاف جو بايدن “ندعم تعزيز التحالفات مع الدول التي تحترم القانون الدولي”، مبرزا أن “القانون الدولي لا يعني أننا مطالبون بالاتفاق على كل القضايا، بل على المبادئ الجوهرية”، وشدد على عدم السماح بتهديد الملاحة البحرية، متعهدا بتخفيف التوترات على غرار ما تعيشه اليمن.
أما عبد الله الثاني، عاهل المملكة الأردنية، فأبرز أن السبيل الوحيد للتقدم هو العمل في إطار شراكات قوية، مشددا على أنه لا أمن ولا استقرار في المنطقة دون حل يضمن قيام دولة فلسطينية.
فيما دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دول المنطقة إلى الإسهام في إيجاد حلول للقضايا الشائكة التي تواجه العالم، مبرزا أن تعزيز الدول الوطنية وتطوير قدراتها وتوفير مناخ الحرية وتمكين المرأة سيلبي طموحات شعوب المنطقة.
وأكد ألا مكان لمفهوم الميلشيات والمرتزقة وعصابات السلاح، مشددا على أن إقامة دولة آفاق السلام والاستقرار تمر عبر إقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل.
كما دعا العاهل البحريني حمد بن عيسى إلى مواصلة الجهود لمحاربة الإرهاب والفكر المتعصب ومنظماته الخارجة عن القانون، مضيفا أن من الضروري التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة اليمنية ودعم الشعب اليمني.
من جهته، ثمن الشيخ تميم بن حمد، أمير دولة قطر، الهدنة بين الأطراف اليمنية ومبادرة المملكة العربية السعودية، مؤكدا أن بلاده ستعمل مع شركائها لضمان تدفق مستمر للطاقة. وزاد موضحا أن تحقيق الاستقرار في منطقة الخليج ضروري ليس فقط للمنطقة، بل للعالم.
وكشف مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء العراقي، أن نهج العراق يقوم على تعزيز الحوار والشراكة مع دول المنطقة، مضيفا “نعمل على توسيع نطاق الاستثمار في الطاقة البديلة”، واقترح إنشاء بنك إقليمي لتنمية الشراكة بين دول المنطقة.
أما الشيخ مشعل الأحمد الصباح، ولي عهد الكويت، فأعرب عن أمله في أن تكون هذه القمة بداية انطلاقة جديدة لمعالجة قضايا المنطقة التي استغرقت عقودا طويلة، داعيا إلى العمل على إنجاح مسيرة السلام الدائم وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ودعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.