أقر رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، بأن التعليم مازال دون انتظارات الملك محمد السادس.
وقال أخنوش خلال جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس المستشارين، اليوم الثلاثاء 05 يوليوز الجاري، إنه “رغم المكتسبات المتمثلة في توسعة العرض المدرسي والدعم الاجتماعي، إلا أن التعليم مازال دون انتظارات صاحب الجلالة ودون انتظارات فئات عريضة من الشعب المغربي”.
وفي تشخيصه لمظاهر الأزمة، أوضح أخنوش أنه “رغم التقدم الملموس في تعميم التعليم الأولي، ما زال هناك نقص على مستوى القاعات المجهزة والأطر المؤهلة، خصوصا في المجال القروي”، كما أن هناك قرابة 300 ألف تلميذ يغادرون المدرسة كل سنة، مضيفا أن 30 في المائة من تلاميذ السلك الابتدائي أبانوا عن تمكنهم من الكفايات المستهدفة.
وأشار أخنوش أن هذه النسبة تنخفض إلى 10 في المائة في السلك الإعدادي، مما يطرح أسئلة استفهام كبيرة على جودة التعلمات.
وقال: “من الضروري اليوم تجاوز الأزمة متعددة الأبعاد التي يعانيها النظام التربوي الوطني المتمثلة في استرجاع ثقة المغاربة إزاء المؤسسات التربوية وهيئاتها التعليمية وإعادة بناء دورها في تحقيق الارتقاء الاجتماعي والتأقلم مع التحولات السريعة التي يعرفها عالم اليوم”، مشيرا إلى أن “خطة الحكومة تهدف إلى جعل المتعلم متشبثا بروح الانتماء للوطن، ومعتزا برموزه، ومتشبعا بقيم المواطنة، ومتحليا بروح المبادرة للإسهام في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة والفعالة بما يحقق تقدم المجتمع ويساهم في تطوره”.
وتابع قائلا: “حريصون داخل الحكومة على إنجاح هذا الإصلاح الشامل والدامج لمنظومة التربية والتكوين، وذلك بتثمين المكتسبات واستلهام التجارب الناجحة وأخذ العبر من الإخفاقات”.
وسجل أخنوش أنه “لم يعد أمام بلادنا خيار سوى التعجيل بالنهوض بالمنظومة التعليمية بما يسمح بضمان وفعالية وجودة العرض المدرسي، والولوج العادل لمختلف فئات المجتمع إلى المرفق التعليمي، ونجاعة العرض التكويني واستدامة الموارد المالية الضرورية للمنظومة”.
من جهة أخرى، أكد رئيس الحكومة أن الأخيرة تستهدف إصلاح منظومة التربية والتكوين من خلال ستة مداخل، تتمثل في تعميم التعليم الأولي على جميع الأطفال في سن الرابعة في أفق 2028، وتقوية المهارات الأساسية منذ المرحلة الأولى الابتدائية، وخاصة في مجالات القراءة والكتابة والحساب والبرمجة، فضلا عن تعميم المدارس الجماعية والنقل والمطاعم المدرسية، ورد الاعتبار لمهنة التدريس.
كما تروم هذه الخطة “تعزيز الكفاءات من خلال الاستثمار في التعليم العالي والبحث العلمي، والتكوين المهني والمستمر”.
واعتبر أخنوش أن “هذه المداخل الأساسية ستمكننا من تنزيل توصيات النموذج التنموي الجديد، الذي دعا إلى وضع المدرسة في صلب المشروع المجتمعي في أفق 2025″، وأشار إلى أن الحكومة تسعى لتحقيق عدد من الأهداف في أفق سنة 2026.
في هذا الصدد، التزم رئيس الحكومة بخفض نسبة الهدر المدرسي بمقدار الثلث، وتجويد المكتسبات والتعلمات في المدرسة من خلال زيادة معدل تمكين المتعلمين من الكفايات الأساسية إلى 70 في المائة، بدل المعدل الحالي الذي لا يتجاوز 30 في المائة، وتوفير بيئة مناسبة وشروط ملائمة للمشاركة والنجاح داخل المدارس من خلال مضاعفة عدد المستفيدين من الأنشطة المندمجة؛ إذ لا تتجاوز النسبة المسجلة حاليا 25 في المائة من الأطفال المتمدرسين.