يضيف بليسا بأن القرار الإسباني “المتسرع” إذا لم يكن يشمل تنازلا من المغرب فيما يتعلق بمليلية وسبتة والجزر، فإنه لن يجلب أي استقرار لعلاقات اسبانيا بالمغرب، ولا لعلاقتها بالجزائر المزود الرئيسي لمدريد بالغاز التي اعتبرت الموقف خيانة تاريخية.
وجوابا عن مالذي حصلت عليه مدريد مقابل دعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء، قال أستاذ العلاقات الدولية، أن اسبانيا قدمت الكثير من التنازلات دون أن تحصل على أي شيء ملموس في المقابل، عدى التوقف عن التهديد باستعمال ورقة الهجرة. مضيفا أن اسبانيا فقدت كل أوراقها للضغط على المغرب مستقبلا إذا تضررت مصالحها.
وأكد مليلية وسبتة في حاجة إلى الشعور بالأمن، وهو لن يتأتى إلا بعلاقات جيدة مع المغرب، الجار القوي الذي حاصر المدينتين، فكان مطلوب حسبه إعلان تفاهم والقبول بالوضع القائم وعدم تحدي السيادة الإسبانية على المدينتين.
وخلص الخبير إلى أن المغرب يبدوا أكثر تعاونا، لكن لا يعرف كيف سيكون الوضع بعد سنتين أو ثلاث سنوات، أو إذا جاء حزب آخر ليترأس الحكومة الإسبانية وغير موقفه من الصحراء. وأضاف أن الاتفاق وإن كان مهم فهو إعلان سياسي، وليس اتفاق دولي بين اسبانيا والمغرب.
وبخصوص الهجرة قال أنها ستكون مشكل القرن الواحد والعشرين حتى ولو كان المغرب متعاونا، لأن اسبانيا تقع على الحدود الجنوبية لأوروبا الغنية مع دول جنوب المتوسط، التي فيها دول فاشلة أو ديكتاتورية، بالتالي ستظل حركة الهجرة مستمرة مهما كان المغرب ملتزما بالتعاون مع اسبانيا والاتحاد الاوروبي مادام هناك فقر وتدهور لوضعية حقوق الإنسان والتغيرات لمناخية التي تزيد الوضع سوء.