حظي الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب، أمس السبت، بترحيب كبير من لدن الجالية المغربية المقيمة بالخارج، خصوصا أنه منح هذه الفئة حيزا كبيرا لأول مرة.
واعتبرت فعاليات مدنية تتواجد في الخارج أن الخطاب، الذي ألقاه الملك محمد السادس ليل السبت، يعد اعترافا بما تقوم به الجالية في الدفاع عن قضية الوحدة الترابية وكذا دعوة لإيلاء أهمية بها.
وفي هذا الصدد، أوضح محمد الإدريسي، رئيس فيدرالية الجمعيات المغربية بإسبانيا، أن الخطاب الملكي يفوق مستوى تطلعات أبناء الجالية، خصوصا أنه لم يسبق الحديث عنها بهذا الشكل.
الإدريسي، ضمن تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، لفت الانتباه إلى أن الجالية ظلت في صدارة المدافعين عن الوحدة الترابية بالخارج، حيث تحضر مختلف الملتقيات وتترافع عن القضية الوطنية.
كما شدد رئيس فيدرالية الجمعيات المغربية بإسبانيا، المنتمي إلى حزب التجمع الوطني للأحرار، على أن الجالية تتطلع إلى الاهتمام بها وتسهيل الإجراءات الإدارية أمامها، خصوصا أن الكثيرين يرغبون في الاستثمار بالبلد؛ غير أنهم يجدون صعوبات أمامهم.
من جهتها، أكدت عائشة الكرجي، منسقة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في إسبانيا، أن خطاب الملك بهذه المناسبة “تتويج لمغاربة العالم بوسام الفخر والاعتزاز”، واصفة إياه بـ”الملحمة الجديدة بين الملك والشعب داخل الوطن وخارجه”.
وذكرت البرلمانية عن “حزب الوردة”، ضمن تصريحها لجريدة هسبريس، أن “الخطاب الملكي يحمل الجالية مسؤولية كبيرة تتمثل في الدفاع عن الوطن وعن قضاياه، خصوصا قضية الصحراء المغربية؛ ما يعد تشريفا واعترافا بالدور الذي تقوم به وتكليفا لكل مغاربة العالم أينما حلوا وارتحلوا”.
وسجلت عائشة الكرجي أن مغاربة العالم كانوا في لحظات عصيبة وما زالوا “السد المنيع للدفاع عن قضايا الوطن، واليوم واجبنا جميعا أن نكون عند حسن ظن جلالته بنا”، مضيفة في هذا السياق “يجب العمل بشكل جدي وتنسيق محكم، فنحن مدعون اليوم كل من موقعه إلى أن نكون عند حسن ظن جلالته بنا أكثر من السابق”.
كما نوهت المتحدثة نفسها بتوجيه الملك محمد السادس تعليماته من أجل خلق وإحداث آلية خاصة لمواكبة المواهب والكفاءات المغربية بالخارج تعكس تطلعاتهم.
ودعت الكرجي إلى مواصلة العمل من أجل صد كل مناورات الخصوم والأعداء، وخلق لوبيات حقيقية للدفاع عن قضايا الوطن وعن قضيته الأولى الصحراء المغربية لنيل المزيد من الاعترافات الدولية، ليس فقط كحكومات بل وشعوبا كذلك.
أما نادية يكين، رئيسة مجلس مغربيات العالم، فقد أشارت إلى أن هذا الخطاب “سيكون تاريخيا، وسيكون وثيقة للأجيال المقبلة بكون الملك يولي أهمية كبرى لمغاربة الخارج وقضاياهم”.
ولفتت الناشطة المغربية في ألمانيا إلى أنه تبين، من خلال خطاب هذه الذكرى، أن الملك “ملم بجميع مشاكل وقضايا مغاربة الخارج والمشاكل التي يعيشونها، وأيضا ملم بأنشطتهم والمبدرات التي يقومون بها للترافع عن القضية الوطنية وتمثيل المغرب أحسن تمثيل”.
وأوضحت المتحدثة نفسها أن الملك محمد السادس كان واضحا من حيث الحديث عن الإكراهات التي يعيشونها وكذا دورهم في التنمية، كما أن الأسئلة التي قدمها “تؤكد إلمامه بقضايا مغاربة العالم وعلى دراية بكل ملفاتهم”.
وسجلت يكين أن الدعوة إلى إحداث وكالة تعنى بالجالية “تظل أمرا أساسيا، حيث ستمكن من أجل الاشتغال بشكل جماعي ورسمي، وتسهل العمل على التعريف بالمغرب والدفاع عن قضاياه بلغة البلد الذي نحن فيه”.
ودعت رئيسة الجمعية المغربية الألمانية للثقافة الحكومة ومختلف المتدخلين بالمغرب إلى “الانفتاح على الكفاءة المغربية في مختلف المجالات للنهوض بالوطن، ومواصلة التغيير الذي يعرفه البلد”، مشيرة إلى أن الجالية ستكون أسعد “إذا تم تطبيق مضامين الخطاب من طرف المسؤولين، وسنكون فخورين في حالة تم إشراكنا في ذلك”.