بعد مرور حوالي ثلاثة أسابيع على فشل أول محاولة تصدير عبر الجمارك بين مليلية والناظور، وأسبوعين على دخول الشحنة الأولى عبر معبر بني انصار وهي عبارة على مجموعة من الأجهزة المنزلية، أكد رئيس الجمارك بالثغر المحتل، أنطونيو مينا، لصحيفة “إل فارو دي مليلية” أن الأمور ما زالت على حالها دون أي تقدم يُذكر.
وأوضح مينا أن الاجتماع الذي كان مقرراً يوم الجمعة الماضي في مقر مندوبية الحكومة قد أُلغي بسبب غياب أي تطورات جديدة. وأضاف أنه لن يتم عقد أي اجتماعات قريبة لمناقشة الموضوع إلا في حال حدوث تغييرات ملموسة.
وأكد أن “الجمارك لا تزال مغلقة والوضع لم يتغير منذ إغلاقها في الأول من غشت 2018”. كما عبّر عن عدم تسجيل أي تقدم جديد، قائلاً: “نحن عالقون في النقطة التي بدأنا منها، ولم نتحرك للأمام حتى الآن”.
ورغم التصريحات الصادرة عن بعض المسؤولين في 16 يناير عن جهود تمرير شحنات جديدة إلى الناظور، إلا أن رئيس الجمارك أكد أنه لا توجد أي خطة واضحة أو توقيت محدد لتنفيذ أي عمليات تصدير أو استيراد جديدة.
ووفقاً للاتفاق المبدئي بين المغرب وإسبانيا، يُسمح حالياً بدخول شاحنة واحدة يومياً من مليلية إلى المغرب كجزء من المرحلة الأولى لإعادة فتح الجمارك التجارية. وتشمل السلع المسموح بتصديرها من مليلية الأجهزة الإلكترونية والمنتجات الصحية، بينما تشمل الواردات من المغرب مواد البناء والفواكه والخضروات والأسماك.
لكن هذه الخطوات واجهت صعوبات متكررة منذ المحاولة الأولى للتصدير يوم 8 يناير، حيث رفضت السلطات المغربية السماح بدخول الشحنة لعدم توافق نوع المركبة مع المعايير المطلوبة. ورغم تغيير المركبة إلى شاحنة مغلقة كما اشترط الجانب المغربي، استمرت العقبات الإدارية.
وفي المحاولة الثانية، أُجبرت الشركة الإسبانية على تعديل مستندات سبق أن تمت الموافقة عليها من قبل وزارة الخارجية الإسبانية، لتأتي بعد ذلك مطالبة الجانب المغربي بفرض رسوم جمركية إضافية عند دخول ميناء بني أنصار. ورفض المُصدّر الإسباني الامتثال لهذه المطالب بحجة أن دفع ضرائب مزدوجة يجعل العملية غير مجدية اقتصادياً، ليقرر العودة بالشحنة إلى مليلية.
حتى الآن، ما زال الغموض يحيط بمصير إعادة فتح الجمارك التجارية بمعبر بني انصار، بينما تزداد الشكوك بين الأطراف المعنية بشأن تحقيق أي تقدم قريب في ظل هذه العراقيل المستمرة.