قدم محمد عبد الجليل، وزير النقل واللوجستيك، تفاصيل تنظيم عملية “مرحبا 2022” الخاصة باستقبال مغاربة العالم التي انطلقت يوم الأحد الماضي.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها وزير النقل واللوجستيك خلال ندوة نظمها مجلس المستشارين اليوم الثلاثاء 07 يونيو الجاري.
وقال الوزير إن “الوزارة تعمل بتنسيق مع مختلف الأطراف من أجل توفير عرض كاف من النقل البحري والنقل الجوي والنقل الطرقي الدولي، من حيث تنويع الرحلات ومواكبة شركات النقل المعنية بعملية مرحبا ومنحها التراخيص اللازمة”، مشيرا إلى أنه بعد رفع مجمل القيود عن السفر، من المتوقع أن تعرف عملية مرحبا توافد عدد كبير من المغاربة المقيمين بالخارج.
ويتضمن مخطط أسطول النقل مجموعة من الإجراءات التي تروم ضمان سلاسة التنقل والرفع من جودة الخدمات المقدمة لمغاربة العالم خلال هذه السنة.
وأشار عبد الجليل إلى أنه “تمت تعبئة عدد مهم من السفن على مستوى الخطوط البحرية التي تربط الموانئ المغربية بنظيرتها في إسبانيا وإيطاليا بسعة إجمالية أسبوعية تصل في فترتي الذروة، ذهابا وإيابا، إلى حوالي 490 ألف مسافر و135 ألف سيارة و560 رحلة”.
وأضاف أنه “خلال فترتي الذروة، من المرتقب أن يوفر الخط البحري الرئيسي طنجة المتوسط-الجزيرة الخضراء 45 رحلة يوميا بسعة إجمالية تفوق 40 ألف مسافر و10 آلاف سيارة”.
أما فيما يخص الخط الرابط بين مينائي طنجة المدينة وطريفة، فقد تمت تعبئة سفن سريعة ستؤمن حوالي 24 رحلة يوميا بطاقة استيعابية تفوق 14 ألف مسافر و2500 سيارة، يؤكد المسؤول الحكومي.
وبالنسبة للخطوط متوسطة المدى، فسيعرف خط الناظور ألميريا استغلال أربعة بواخر ستمكن من إنجاز 48 رحلة في الأسبوع، بطاقة قدرها 67 ألف مسافر و16 ألف سيارة.
كما سيعرف الخط البحري الرابط بين الناظور والحسيمة وموتريل استغلال سفينة بمعدل 11 رحلة أسبوعيا، بطاقة استيعابية قدرها 10 آلاف مسافر و4000 سيارة.
وبخصوص الخطوط طويلة المدى، فسيتم تأمين 15 رحلة أسبوعيا على متن 8 سفن انطلاقا من ميناء تشيفيتافيكيا بإيطاليا والموانئ المعتادة في اتجاه الموانئ المغربية، حيث من المتوقع أن يصل العرض بهذه الخطوط إلى 23 ألف مسافر و8000 سيارة أسبوعيا.
ولضمان مطابقة البواخر التي تم قبولها ضمن مخطط الأسطول لمقتضيات السلامة والأمن البحريين والسلامة الصحية وحماية البيئة والتجهيزات الخاصة التي تستجيب لحاجيات المسافرين، أكد وزير النقل واللوجستيك أن اللجنة البحرية المختلطة المغربية الإسبانية تحرص على فحص ومراقبة السفن التي سيتم استغلالها في عملية “مرحبا 2022”.
وبالإضافة إلى المصادقة على مخطط الأسطول برسم العملية، قامت الوزارة بمجموعة من الإجراءات الموازية، بحسب المسؤول الحكومي ذاته، تهدف إلى توفير أحسن الظروف لضمان نجاح هذه العملية، من أهمها اعتماد دفتر تحملات يلزم الشركات البحرية باحترام شروط استغلال الخطوط البحرية المتعلقة أساسا بتجهيزات السلامة وتهيئة الفضاءات المخصصة للمسافرين والفضاءات الخاصة بإنجاز الإجراءات الإدارية على متن السفن.
أما بالنسبة للنقل الجوي، فسيعرف العرض المقدم خلال سنة 2022 مستوى العرض نفسه لسنة 2019 رغم الإكراهات الناتجة عن سنتين من الجائحة، حيث تم الترخيص لـ48 شركة للنقل الجوي، من بينها 3 شركات وطنية، لتنظيم 1660 رحلة كمعدل أسبوعي، بحسب وزير النقل واللوجستيك.
وتتوزع هذه الرحلات على 115 مطارا بـ46 بلدا في القارات الأربع، تشكل أوروبا وجهتها الرئيسية بـ85 في المائة من الرحلات الإجمالية.
من جهة أخرى، أوضح وزير النقل واللوجستيك أن شركة الخطوط الملكية المغربية أطلقت برنامجا خاصا بالفترة الصيفية يروم دعم عرضها وتحسين برامجها والاستجابة لارتفاع الطلب، وذلك عبر الزيادة في عدد رحلاتها على مستوى الخطوط الجوية التي تعرف إقبالا كبيرا خلال العطلة الصيفية، والرفع من عدد المقاعد المعروضة وتنويع العرض وتعزيز الأسطول.
ولفت المسؤول الحكومي إلى أنه من المنتظر أن تؤمن شركة الخطوط الملكية المغربية حوالي 30 في المائة من مجموع الرحلات المبرمجة.
كما تعمل الوزارة على توفير النقل الدولي الطرقي عبر الحافلات للمساهمة في نقل مغاربة العالم، حيث ستقوم 73 شركة بالمشاركة في هذه العملية عبر 76 خطا دوليا.
وستقوم هذه الحافلات بتأمين 670 رحلة وتوفير 33 ألف مقعد أسبوعيا.
من جهته، أكد وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت الطالب، أن عملية “مرحبا 2022” ستكون عملية متفردة ومتميزة من نوعها، بعد سنتين من التوقف نتيجة الجائحة، نظرا للاستعدادات المكثفة الجارية والجهود المبذولة.
وسجل وزير الصحة أن الوضعية الوبائية في المغرب تعرف استقرارا نسبيا، وهو ما دفع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إلى اعتماد تحيين جديد للبروتوكول الصحي للأسفار الدولية، حيث تم إلغاء تحليلة كوفيد-19 من أجل دخول الأراضي المغربية، وذلك بغرض توحيد التدابير الصحية للأسفار الدولية عبر مختلف نقط العبور.
وذكر وزير الصحة والحماية الاجتماعية أن ولوج التراب الوطني يقتضي التوفر على جواز التلقيح ساري المفعول ضد السارس كوف-2، وفقا لبروتوكول التلقيح الوطني، أو نتيجة اختبار لا تتجاوز 72 ساعة.
وبخصوص الإجراءات المتخذة لمواجهة فيروس جدري القردة، أكد آيت الطالب أن السلطات الصحية في بلادنا استنفرت منظومتها للمراقبة الوبائية وهياكلها وأُطرها لمواجهة هذا المرض ومنع انتشاره، كما سارعت إلى تكوين الأطر الصحية وإخبارها بمرض لم يسبق أن عرفه المغرب أو سُجِّلت به حالات سابقة منه.
في هذا الصدد، أوضح آيت الطالب أن مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض، التابعة لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وبتنسيق مع الهياكل الصحية العمومية والخاصة والعسكرية، وضعت خُطة وطنية للمراقبة والتّصدي لمرض جدري القردة، مشيرا إلى أن الإجراءات والتّدابير المتّبعة في إطار هذه الخطّة يَتِمُّ تَحيينها وِفقاً لِتطوّر تقييم المخاطر المذكورة.
وتقوم هذه الخطة على وضع منظومة للرصد الوبائي للحالات التي قد يشتبه في إصابتها بهذا المرض على الصعيد الوطني، ورفع درجه التأهب واليقظة بمختلف النِّقاط الحُدودية البرية والجوية والبحرية، في احترام تام لمقتضيات اللوائح الصحية الدولية، وتحديد المختبرات المؤهلة للكشوفات المخبرية، وتكوين الأطر الصحية المكلفَة بالمراقبة والرصد الوبائي، والتحسيس واعتماد التواصل المستمر عبر إخبار العابرين وباقي المواطنات والمواطنين بآخر المستجدات في حينها.