قال خالد سفير، الوالي المدير العام للجماعات المحلية بوزارة الداخلية، إن “المغرب يولي أهمية قصوى لعلاقة جنوب-جنوب للتصدي للتحديات التي تواجه بلداننا، لأن المغرب على وعي تام بأن التنمية المستدامة، التي تعمل عليها هيئة الأمم المتحدة، تمر عبر الإرادة والقدرة على التفكير الجماعي والتعاون بين الدول الإفريقية”.
وخلال ورشة “مدن التعلم.. الديناميكيات الإقليمية والإفريقية، المنظمة من طرف الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية بالمغرب، ذكر سفير بما ورد في رسالة للملك محمد السادس حول الأمن بالقارة الإفريقية، قائلا: “وضعنا إفريقيا في قلب سياستنا الخارجية من أجل تحقيق منافع جماعية”، مضيفا أن “مدن التعلم تعني إيلاء التربية الأهمية القصوى، وتحفيز البحث العلمي، ونقل القيم إلى المواطنين”.
وأوضح الوالي المدير العام للجماعات المحلية بوزارة الداخلية في كلمة ألقاها بهذه الورشة، أن “مدن التعلم هي محركات أساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تحث عليها الأمم المتحدة، ومعنى ذلك ليس فقط تغيير جودة الحياة، وإقصاء الهشاشة، وتحقيق صحة جيدة وتحفيز النمو الاقتصادي، وإنما وضع المواطنات والمواطنين في قلب هذه التنمية، وعدم ترك أي شخص على الهامش”.
وبمعنى أدق، يتابع المتحدث ذاته، فإن “مدينة يملك فيها المواطنون تعليما وتكوينا جيدا، وواعون بحقوقهم، ويتوفرون على شبكة قوية من مؤسسات التكوين والبحث، فهي مدينة تجذب الاستثمارات التي توفر فرص الشغل، ويسود فيها مناخ العيش الجيد”، مضيفا أن “هذا يفرض علينا كمسؤولين أن نملك خيالا خلاقا حول طرق تدخل الفاعلين المحليين والوطنين لتحقيق نجاعة السياسات العمومية الترابية”.
وأشار المسؤول عينه إلى أن “النموذج التنموي الذي اعتمد بالمغرب، يقر بأهمية المقاربات المخصصة لهذا التوجه، بتركيزه على الرأسمال البشري كهدف استراتيجي من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتغيير مستوى عيش المواطنين”، مبرزا أن “الرؤية الملكية تعطي أولوية لشراكة المدن، وتبادل الخبرات والتجارب المبدعة وتثمين التنمية المحلية من خلال التعلم مدى الحياة”.
وقال أشرف برزوق، النائب الثامن لرئيسة مجلس جماعة مراكش، إن “إطار مراكش”، الذي سيعتمد بدل “إطار بيليم” (BFA)، وسيمكن من تبني إطار جديد لتعلم الكبار، “يمثل لنا سعادة تضاف إلى مدينتنا كوجهة لأكبر التظاهرات العالمية، وخاصة في مجال الالتزام الذي يوجه خطتنا لتحقيق غاية إشراكها بشبكة مدن التعلم التابعة لليونسكو”.
ومن أجل هذا التشريف، ستضاعف مدينة مراكش مجهودها لتنويع مجالات وفرص التعلم من خلال إمكانيات عدة، من قبيل التعليم الأولي والمدرسي والجامعي، والإكثار من المناطق الخضراء المخصصة للتعلم، وتقوية جودة التربية وإدماج التعلم مدى الحياة، يورد برزوق الذي عرض بعضا من المشاريع التي تخدم هذا الهدف الأممي، من قبيل تنظيم الجامعة الصيفية ودار الصانع التقليدي، وبرامج لتعلم اللغات لفائدة المقيمين من جنوب الصحراء، وإحداث مركبات سوسيو-ثقافية ورياضية بالأحياء.