حول قضية “ختمية المراتب” التي “انشغلت بها الأديان والفلسفات منذ فجر التاريخ إلى اليوم”، تصدر رواية جديدة للأديب العرفاني عبد الإله ابن عرفة.
بعنوان “أختام المدينة الفاضلة” تهتم أحدث روايات ابن عرفة بـ”أربعة نماذج من الأختام”، هم: “الترمذي (الحكيم)، والفارابي (الفيلسوف)، والمتنبي (الشاعر)، والمعري (الأديب)”.
في هذه الرواية، يلتقي هؤلاء الأختام في مجلس تخييليّ في المدينة الفاضلة، في زمن يمتد من أفلاطون إلى عصرنا ليناقشوا هذه القضية الكبرى، ويستدعي كل منهم شهودا من الإنس والجنّ لتأييد موقفه؛ مثل طه حسين، وبشارة الخوري، وأحمد شوقي، ونزار قباني، وشكسبير، والمِستر بين.
ويزعم كل من هؤلاء الجالسين في مجلس المدينة الفاضلة بأحقيته في رئاسة المدينة المثالية؛ “إلى أن يظهر لهم ختم الأختام، ابن العربي، ليحكم بينهم ويكشف لهم عن حقيقة المدينة”.
ومما يقرأ في هذا العمل الجديد: “رسم الشيخ لتلميذه نطاق الحياة الروحية بين الصِّدْق والمِنَّة؛ فالأول شرط لنيل الثانية، فبقدر تحقق الصدق من الإنسان بقدر ما تكون المنة الإلهية والعطاء الرباني. أخبره أن الحياة الروحية لا تكتمل ولا تصحُّ إلا بوجود الجهد الإنساني بالصدق، وشهود الجود الإلهي بالمنَّة. فالحياة الروحية لها مظهر إنساني يقوم على الصدق، ومظهر إلهي يقوم على المنَّة والجود. وكلاهما هو الذي يؤسس للولاية سواء كانت ولاية عامة بحفظ حقوق الله، أو ولاية خاصة قائمة بحفظ الله حقًّا”.
وعبد الإله ابن عرفة روائي وشاعر مغربي ومحقق للتراث الأندلسي، وباحث في العرفان وتراث فلاسفة الإسلام، وصدرت للأديب روايات عديدة؛ من بينها “جبل قاف” و”الجنيد ألم المعرفة” و”خناثة ألر الرحمة”.