استعرض رئيس جمعية “الشعلة للتربية والثقافة”، عبد المقصود الراشدي، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الذي عقد بمدينة بوزنيقة، مسار 47 سنة من النضال الجمعوي، وما راكمه طوال هذه الفترة خدمة للطفولة والشباب.
وقال الراشدي في كلمته الافتتاحية للمؤتمر، الذي عرف حضور عدد من الشخصيات، إن مسار الجمعية “مسار أجيال متعددة من مغرب متنوع في مختلف مناطق بلادنا. أجيال يعود لها الفضل اليوم في بصم المشهد الثقافي والتربوي المغربي”.
وأكد رئيس الجمعية أن المشهد الحقوقي والثقافي، بعد الدستور ودينامية الحركة الجمعوية بالمغرب، “يستحق، اليوم، قانونا خاصا وجديدا بالجمعيات، تثمينا لثقافة حرية التعبير، وتأهيلا للحقل الجمعوي للقيام بأدواره الدستورية، وتسهيل عملية التصنيف، ويعمق شروط الحكامة ويضمن حقوق التطوع كرأسمال قوي ببلادنا”.
وشدد المتحدث نفسه على أهمية جعل الحركة الجمعوية “شريكا حقيقيا في تجسيد خيارات الديمقراطية التشاركية، التي نؤكد على أنها لن تكون بديلا عن الديمقراطية التمثيلية”.
المغرب اليوم، يتابع الراشدي، في حاجة إلى أفق جديد لهذه الحركة الجمعوية، التي تميز بها منذ الاستقلال، مضيفا أن “على الدولة والحكومة تفعيل مقتضيات الدستور، التي تعتبر أن المجتمع المدني يساهم في تنمية الرأسمال البشري، وتأطيره، بضرورة تمكينه من وسائل العمل في مغرب متجدد”، موضحا أن ذلك لن يتأتى إلا “بتخصيص ميزانية قوية للمنظمات المعنية على قاعدة المردودية والمحاسبة”.
وسجل الفاعل المدني، في كلمته، أن المشهد الجمعوي في حاجة لإعطاء نفس للحركة التربوية التي تشتغل مع الشباب، خصوصا أمام تفاقم أنواع العنف المتنوع والمخدرات والتيه الفكري، لإنقاذ الكثير منهم.
وأشار الراشدي في هذا الصدد إلى أن الجمعيات تحتاج الدعم للمساهمة في إعادة التأطير وفتح باب الإبداع أمام الشباب المغربي.
ودعا وزارة الشباب والثقافة والاتصال إلى تحديث فضاءات الطفولة والشباب، وجعلها ذات جاذبية في الشكل والجوهر، وإعطائها أفقا جديدا لتكون فضاء للتربية على المواطنة والإبداع.
وأضاف أن الوزارة الوصية على القطاع مطالبة بتحمل مسؤوليتها السياسية في تدبير قطاع التخييم وفضاءاته لينعم الأطفال بحق العيش المشترك.
كما دعا وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة إلى تحسين جودة التعليم والمضامين البيداغوجية للكتاب المدرسي، وجعل الحياة المدرسية أفقا للمواطنة البناءة والمسؤولة.
وختم الراشدي كلمته بالقول إن الجمعية يجب أن تظل البيت المشترك لكافة الطاقات التي يزخر بها الوطن، وأن تواصل الدفاع عن قضايا الطفولة والشباب.