تعود العلاقات بين المغرب وسوريا إلى عام 1958، عندما كانت الرباط من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال سوريا. ورغم الأزمة السورية التي اندلعت في عام 2011 وأثرت على العلاقات، استمر المغرب في دعم الحوار السياسي ومساندة الشعب السوري.
خلال تلك الأزمة، قطع المغرب علاقاته مع نظام بشار الأسد، إلا أن التحولات الإقليمية الأخيرة التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط أفسحت المجال لتجديد العلاقات بين البلدين.
وجاءت آخر خطوة في هذا الاتجاه من خلال الاتصال الهاتفي الذي جرى بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ونظيره السوري أسعد الشيباني.
وفي تصريح خاص لـ”أخبارنا”، قال عبد البر الصالحي، الخبير في العلاقات الدولية:”منذ اندلاع الأزمة السورية، قطعت العديد من الدول العربية، بما في ذلك المغرب، علاقاتها مع دمشق بسبب موقفها من نظام بشار الأسد. ومع تغير موازين القوى الإقليمية وظهور تحولات في السياسات العربية، برزت رغبة في إعادة فتح قنوات الحوار مع القيادة السورية الجديدة”.
وأضاف الصالحي:”عودة العلاقات بين المغرب وسوريا تأتي في وقت حساس تمر به المنطقة العربية، حيث تسعى الدول إلى تحقيق الاستقرار وتعزيز التعاون لمواجهة تحديات مثل الإرهاب والأزمات الاقتصادية. المغرب، الذي دأب على الدعوة لحل سياسي للأزمة السورية، ينظر إلى استئناف العلاقات مع دمشق كفرصة لتعزيز حضوره في الساحة العربية”.
وفي هذا السياق، أعلنت الخارجية السورية مساء أمس عن أول تواصل دبلوماسي مع المغرب منذ سقوط نظام الأسد. وأكدت الوزارة السورية أن وزير الخارجية ناصر بوريطة شدد خلال الاتصال على دعم المغرب للشعب السوري، وعلى أهمية سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
وأشار بوريطة إلى أن:”الموقف المغربي ظل دائماً يرتكز على الحفاظ على الوحدة الترابية والسيادة الوطنية لسوريا، مع تمنيات بأن تجلب هذه التطورات الاستقرار للشعب السوري وتحقق تطلعاته في التنمية ومستقبل أفضل”.