قالت منظمة “أطباء بلا حدود” إن الأشخاص الذين تضرروا بشدة من الأزمة الناتجة عن زلزال 8 شتنبر الذي اجتاح عددا من المناطق في المغرب، يحتاجون بشكل عاجل إلى الدعم النفسي.
وأوضحت المنظمة في بلاغ على منصتها أن هذه الحاجة تشمل فرق البحث والإنقاذ والمتطوعين في الخطوط الأمامية. مشيرة إلى أن فرقها تحدثت مع العديد من النساء والرجال المضطربين في المناطق الأكثر تضرراً في جميع المواقع التي قاموا بتقييمها.
وذكرت المنظمة أن معظم الضحايا فقدوا أقاربًا أو أصدقاءً أو شهدوا انهيار منازلهم وقراهم. وبعضهم ما زالوا ينتظرون استعادة جثث أحبائهم، ويدركون تمام الوعي أن إنقاذ الأحياء لم يعد خيارًا.
وأضافت المنظمة أنها ستقدم أنشطة الرعاية النفسية والدعم الأولي النفسي للمنظمات المحلية والأشخاص الذين تأثروا، بالإضافة إلى العاملين في الخطوط الأمامية.
وأعلنت المنظمة أن فرقها ستعمل في الغالب من خلال شبكات من الأطباء النفسيين المغاربة وعاملي الرعاية الاجتماعية والمروجين الصحيين والمتطوعين الآخرين، الذين تم تعبئتهم منذ بداية الاستجابة. معتبرة أن الرعاية النفسية الأولية أمر أساسي لتقليل آليات التكيف وربط الأشخاص بالخدمات الموجودة.
وأوضحت أن أنشطتها الرئيسية ستتضمن تقديم الدعم النفسي للأشخاص المتضررين وللمتطوعين في الخطوط الأمامية، لدعم فرق الرعاية الصحية الطبية والطبية من وزارة الصحة المغربية، وتنفيذ حملات الترويج للصحة والصحة النفسية، بالإضافة إلى تدريب ودعم الجماعات المحلية على الرعاية النفسية الأولية.
وذكرت المنظمة أنها، فور علمها بالكارثة، في 9 شتنبر، أرسلت فرق طوارئ لتقييم الوضع الإنساني والطبي في المناطق الأكثر تضررًا، في منطقة الحوز، وتارودانت، وشيشاوة، حيث قامت خمس فرق تابعة لها بتقييم 30 موقعًا بشكل عام.
ونوهت المنظمة باستجابة السلطات المغربية، والشركاء المدنيين، والشعب المغربي بشكل عام، مشيرة إلى أنه تم تنشيط خطط استجابة الطوارئ بسرعة من وزارة الصحة المغربية، والجيش، والوقاية المدنية. وكان تأسيس محطات طبية متقدمة ومستشفيات ميدانية وقدرة الإحالة أمورًا حاسمة لضمان استجابة طبية وإنسانية عاجلة في الوقت المناسب.
وأوردت المنظمة شهادة فوزية بارا، وهي ممرضة تشتغل في المنظمة وكانت جزءًا من أول فرقها في المغرب، حيث قالت: “رأينا قرى بأكملها تدمرت، والطرق تنهار، وانقطاع التيار الكهربائي”، مضيفة أنه “على الرغم من ذلك، نجحت السلطات المغربية، بدعم من بعض الدول، في إخراج الناس من تحت الأنقاض، وعلاج المصابين، واستخدام الطائرات الهليكوبتر لنقل المصابين من المناطق الأكثر هشاشة، وتوزيع الطعام وغيره من المواد على الأشخاص المتضررين.”
ولاحظت المنظمة شمولية استجابة الحكومة المغربية، رغم وجود فجوات قليلة جدًا. مشيرة إلى أنها بالإضافة إلى التقييم، قدمت ست تبرعات استجابة لاحتياجات محددة تم التعبير عنها في ذلك الوقت من قبل مراكز الرعاية الصحية أو المستشفيات بين 12 و17 شتنبر.
وأوضحت المنظمة أن هذه التبرعات تمت بالتنسيق مع السلطات المغربية. وتحتوي على معدات وأدوية طبية، مثل الأدوية المحقنة ومسكنات الألم والمضادات الحيوية والأنسولين والمعدات الطبية.