مازالت معاناة المملكة الإسبانية متواصلة مع أزمة المهاجرين غير النظاميين القادمين من الجزائر، بفعل توتر العلاقات السياسية بين البلدين منذ الاعتراف الرسمي لمدريد بمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية.
ورغم الانخفاض الطفيف لـ”قوارب الموت” التي تحمل الجزائريين خلال الشهر الماضي، حسب صحيفة “إلباييس”، إلا أن السواحل الإسبانية ظلت تستقبل عشرات القوارب في اليوم الواحد طيلة فصل الصيف.
المعطى نفسه أكدته صحيفة “لاراثون”، التي انتقدت “المقاربة الانتقامية” للسلطات الجزائرية بخصوص الهجرة السرية، بعد الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين الجزائر وإسبانيا على خلفية نزاع الصحراء.
وأوضح المنشور الإعلامي ذاته أن جزر البليار هي التي رصدت أكبر عدد من “قوارب الموت” القادمة من الجزائر، ما دفعه إلى التنبيه إلى كون هذه الجزر قد تتحول إلى “بوابة جديدة للمهاجرين غير النظاميين”.
وحسب معطيات وزارة الداخلية، يضيف المصدر عينه، تستقبل جزر البليار أكثر من 98 قاربا سريا للمهاجرين الجزائريين خلال الأسابيع الفائتة، ما جعل السلطات المحلية تدق ناقوس الخطر حول هذا الطريق الجديد الذي يسلكه المهاجرون.
وأرجعت صحيفة “لاراثون” تلك الموجات الجديدة من المهاجرين غير النظاميين إلى “أسباب سياسية، تتوزع أساسا بين التوتر الدبلوماسي مع إسبانيا والحراك الجزائري، وأسباب اجتماعية تتجسد بالأساس في الأوضاع الاقتصادية الهشة للبلد”، بتعبيرها.
وما يغلّب كفة الأسباب السياسية على نظيرتها الاجتماعية في تفسير معدلات الهجرة غير النظامية المرتفعة نحو إسبانيا في الأشهر الماضية، وفقاً للصحيفة ذاتها، هو انخفاض أعداد المهاجرين المتوجهين إلى فرنسا، باعتبارها الوجهة التقليدية للجزائريين، في إشارة إلى الأزمة القائمة مع مدريد.
وأشارت تقارير إسبانية إلى الموقف الجزائري السلبي بخصوص التعاون الأمني بين البلدين في ظل التوتر السياسي الحالي، لافتة إلى تعليق الجزائر كافة أشكال التعاون الإستراتيجي بخصوص مكافحة مشاكل الهجرة والإرهاب.