نظمت ساكنة بجماعة إفران الأطلس الصغير، التابعة للنفوذ الترابي لإقليم كلميم، الجمعة، مسيرة احتجاجية على ما أسمته “الخطر الكبير الذي أضحى يتهدد المنطقة بسبب الاستنزاف المستمر للفرشة المائية من قبل منجم وانسيمي”.
وحول هذه المسيرة قال عبد الله بنحسي، عضو المعارضة بجماعة إفران الأطلس الصغير، إنها “جاءت بعد فشل جميع محاولات عقد اجتماع مع مسؤولي شركة وانسيمي، التي تضخ يوميا مئات الأطنان من المياه الجوفية لواحات إفران، وتحول اتجاهها، ما سبب نضوب جل العيون التي كانت مصدر قوت أغلب الأسر بالواحة، التي تمارس أغلبها أنشطة فلاحية معاشية”.
وأضاف المنتخب ذاته في تصريح لهسبريس: “حاولنا بصفتنا مستشارين جماعيين بالمجلس الجماعي لإفران الأطلس الصغير عقد لقاء مع الشركة، وقدمنا طلبات للقاء المسؤولين منذ شهر فبراير الماضي لتدارس مسؤوليتها وسبل إنقاذ الواحة من الجفاف”.
وأورد بنحسي أن “الخطوة ذاتها قامت بها النقابة القاعدية للفلاحين بإفران، وجمعيات أخرى، لكن دون جدوى”، مردفا: “أمام نضوب آخر عيون واحة تنكرت، ومعاناة سكان مجموعة من الدواوير مع مياه السقي وحتى مياه الشرب، ممن يوجدون في سافلة المنجم، واضطرارهم إلى حفر آبار بعمق يتجاوز 150 مترا، مثل دواوير تيغيرا وتاركا إدران وسيدي داود، دون نتيجة، ونتيجة لسياسة الآذان الصماء التي تنتهجها الشركة، جاءت هذه المسيرة العفوية اليوم، التي هي بداية فقط وشرارة أولية تنذر بمزيد من الاحتقانات والخطوات المستقبلية التي ستقوم بها الساكنة المهددة في أمنها المائي، إذا لم يتم التعجيل باتخاذ خطوات إيجابية من طرف الشركة المشغلة للمنجم”.
وأوضح المتحدث ذاته أن “وانسيمي منجم تابع لمجموعة مناجم فرع التعدين، ويشغل حوالي 200 شخص، فيما لا يتعدى عدد المشتغلين فيه من إفران الأطلس الصغير 35 شخصا فقط، ولا يساهم في التنمية المحلية للجماعة إلا بـ 25 مليون سنتيم سنويا، دفعتها الشركة لأول مرة السنة الماضية؛ رغم أن المنجم مقام على تراب الجماعة، والقرية المنجمية من أملاكها العقارية، وحق الاستغلال كان لشركة رومانية أنهت أشغالها بالمنجم منذ بداية الثمانينيات، فأعادت شركة مناجم استغلاله سنة 2009، وهو غني بالذهب والنحاس حسب ما تنشره شركة مناجم على موقعها الإلكتروني”.
واسترسل بنحسي: “مع إعادة تشغيل المنجم بدأ نضوب عيون إفران الأطلس الصغير، بدءا بعين أزمور التي تسقي واحات أغبالو وادسالم، وعين تغرست، إلى آخر عيون تنكرت، وهي عين تمنيط؛ وبالتالي فالعلاقة السببية مؤكدة في غياب أي دراسة جيولوجية تؤكد ذلك، وهو ما يعززه رفض تحيين الدراسات”.
وعن مطالب ساكنة جماعة إفران الأطلس الصغير قال المتحدث ذاته إنها واضحة، “أولها استفادة واحات إفران من آلاف الأطنان من المياه الجوفية التي تضخها الشركة يوميا لأربع وعشرين ساعة في اليوم، وتحويلها بشكل مستعجل لوادي إفران لتغذية الفرشة المائية للواحات، مع احترام الشركة رسالة التعهد الخاص بها، التي تتضمن مجموعة من البنود والالتزامات، ومنها تشغيل أبناء الجماعة وترسيم المشتغلين منهم، ومنح امتياز الأشغال لشركات المناولة المحلية، والمساهمة في الأنشطة الاجتماعية والثقافية والتنموية لدواوير الجماعة؛ فضلا عن تطبيق سياسية الشفافية والوضوح وضمان إطلاع الجمعيات والمنتخبين على دفتر التحملات والدراسات البيئية للمشروع”.