يفتح الفنان فتاح عبو باب مزيد من التلاقح مع العالم أمام الموسيقى الأمازيغية بلقاءاته المتجددة مع فرق عالمية آخرها “كورال سانتا في”، حيث أدى أغنيات مغربية مع أساتذة وملحنين أمريكيين داخل كاتدرائية بولاية نيو مكسيكو.
الحفل استعرض فيه الفنان المغربي بمعية عازفين ومغنيين أمريكيين ثلاث أغنيات ملحمية أمازيغية للرايس الحاج بلعيد ثم الرايس بوجمعة ومجموعة “إزنزارن”، وجاء بعد مجهودات حثيثة همت تلقين أفراد المجموعة اللغة الأمازيغية.
هسبريس تحدثت مع فتاح عبو، الفنان الأمازيغي المنحدر من منطقة إيمي نتانوت والمقيم بالولايات المتحدة الأمريكية، وقال إن علاقته بالكورال تعود إلى سنة 2016، حيث اشتغل معهم عازفا لآلات عديدة منها العود، مشيرا إلى أن الفرقة تضم محترفين وتستدعي فنانين من كل بقاع العالم.
وأضاف عبو أن مشاركته هذه المرة تأتي ضمن برنامج للتعريف بالموسيقى المتوسطية، واستعرضت كذلك الإرث الفني اللبناني والتركي والفرنسي، وكلف هو بشق شمال إفريقيا واختار الغناء الأمازيغي باعتباره مكونا جد مهم في الثقافة المغربية.
واقترح عبو الاشتغال على ثلاث أغنيات أمازيغية، وابتدأ العمل عليها مع الأمريكيين منذ شهر فبراير الماضي لتعليمهم مخارج الحروف والألحان والتأليف وغيرها من تفاصيل الموسيقى الأمازيغية، مؤكدا أن الفنانين أعجبوا بالأغاني كثيرا.
وأشار الفنان الأمازيغي إلى أن أول لقاء مع الفنانين مباشرة كان يوم 13 يوليوز المنصرم. أما خلال الفترة ما قبلها فكانت فقط لقاءات عن بعد، لافتا إلى أن التداريب كانت مهمة واختيار الأغاني جاء اعترافا لهؤلاء الفنانين بما قدموه للأغنية الأمازيغية على امتداد عقود.
وأكد الفنان ذاته أن الأمر يتضمن كذلك بعضا من الجميل لمن سبقوه في الأغنية الأمازيغية واستطاعتهم تقديم الجديد للمستمعين، فضلا عن تسليط الضوء عليهم خارج بلدهم، وزاد بكونه في المستقبل سيشتغل ضمن مشروع آخر مع أوركسترا بأمريكا.
وعن اختيار الغناء داخل كاتدرائية، قال المتحدث إن الأمر لا يشكل حرجا فهي مخصصة للأمور الدينية وكذلك عروض الموسيقى الكلاسيكية، مثمنا قدرة الناس على تقبل مختلف الثقافات والسماح لها بالدخول إلى فضاءات حميمية تخصهم دون أدنى مشكل.
ويشتغل فتاح عبو أساسا على تعريف بنات وأبناء “العم سام” بالثقافة المغربية، والأمازيغية خاصة، من خلال الموسيقى. وتمكن فتاح، بفضل إصراره وأناته وجَلَده، من ترويضِ أنامل مجموعة من الأمريكيين على مداعبة أوتار الآلات الموسيقية المغربية. كما روض حناجرهم وألسنتهم إلى أن أصبحت تؤدي مقاطع من الأغاني الأمازيغية.