أعلن القومي المتشدد سنان أوغان الاثنين أنه سيدعم الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب إردوغان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في تركيا الأحد فيما كانت كل الأوساط تترقب موقفه.
وقال أوغان الذي كان حاز 5,2 في المئة من الأصوات في الدورة الأولى وحل ثالثا، “أطلب من الناخبين الذين صوتوا لنا في الجولة الأولى أن يصوتوا لإردوغان في الجولة الثانية”.
أوغان المنشق عن حزب الحركة القومية التركي، كان الطرفان يحاولان استمالته لتجيير أصوات ناخبيه خلال الدورة الثانية المقررة الأحد.
حصل إردوغان على 49,5% من الأصوات ونال خصمه الاشتراكي الديموقراطي كمال كيليتشدار أوغلو 44,9% أي بفارق 2,5 مليون صوت.
وقال أوغان إن “مفاوضاتنا جرت حول المبادئ التالية: محاربة الإرهاب ووضع جدول زمني لإعادة اللاجئين وتعزيز مؤسسات الدولة التركية”.
توضح نتيجته الارتفاع المفاجئ لأصوات المحافظين. ويبقى السؤال: الى أي مرشح ستذهب غالبية الاصوات ال 2,8 مليون التي حصل عليها أوغان، لأن جزءًا من ناخبيه كان يعتزم عدم التصويت لإردوغان الذي يتولى السلطة منذ عشرين عامًا.
“وجوه قديمة”
على تويتر سارع كيليتشدار أوغلو الى التعليق منددا “بهؤلاء الذين يبيعون هذا الوطن الجميل”.
وقال “نحن قادمون لإنقاذ هذا البلد من الإرهاب واللاجئين” داعياً “الثمانية ملايين مواطن الذين لم يتوجهوا الى صناديق الاقتراع (في 14 ماي) وكل شبابنا” الى التصويت.
وكان كيليتشدار أوغلو قد وعد بإعادة 3,7 ملايين لاجىء سوري يقيمون في البلاد، الى ديارهم في حال انتخب.
بعد الدورة الأولى قال سنان أوغان في تصريح لوكالة فرانس برس إنه “منفتح على الحوار”.
والرئيس التركي الذي التقاه الجمعة في اسطنبول، كان أوضح انه ليس بحاجة لدعمه للفوز بولاية ثالثة.
وقد نال القوميون من كل الأحزاب 23% من الأصوات في الانتخابات التشريعية التي جرت في 14 ماي بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية.
وأكّد أوغان أنّه لم يفاجأ بعدد الأصوات التي حصل عليها وينسبها إلى “قوميين أتراك وشباب يعتبروننا أكثر ثقافة وسئموا من الوجوه السياسية القديمة” بدءا برجب طيب إردوغان (69 عاما) وكمال كيليتشدار أوغلو (74 عاما) الذي يرأس حزب الشعب الجمهوري منذ 2010.
وأكد أوغان لوكالة فرانس برس، “يعتبروننا أكثر حداثة، ويرون اننا نمثل السياسة الجديدة”.
نشأ أوغان لدى عائلة مزارعين في محافظة اغدير (شرق) قبل أن يدرس الحقوق والعلوم السياسية في تركيا ثم في موسكو، ويقدم نفسه كمدافع تقليدي عن تركيا.
يمثل قومية علمانية وهو ملتزم بمبادىء مؤسس الدولة الحديثة مصطفى كمال أتاتورك بعيدا من مبادىء حزب العدالة والتنمية الاسلامي المحافظ بزعامة إردوغان.
بعد التعبئة القوية في 14 ماي ونسبة مشاركة بلغت 89%، قدرت مجموعة الاستشارات أوراسيا، إحدى الشركات القليلة جدا التي توقعت تقدم إردوغان في الدورة الأولى، أن يفوز الرئيس المنتهية ولايته في الدورة الثانية.
وقال الخبير السياسي بيرك إلسن من جامعة سابانجي في اسطنبول إن “العديد من الناخبين القوميين غير موافقين على اختيار كيليتشدار أوغلو لتمثيل المعارضة ولم يدعموه”.