في تطور غير متوقع، أقدمت الشركة المكلفة بإنجاز مشروع المركب الثقافي الكبير بالناظور على إزالة معدات البناء واللوحات الإشهارية المتعلقة به، فجأة ودون سابق إنذار. مما أثار مخاوف سكان المدينة، لا سيما الفعاليات الثقافية والمدنية، من احتمال إلغاء المشروع، الذي طالما انتظروه لتعويض النقص الحاد في البنى التحتية الثقافية بالإقليم.
المشروع، الذي تشرف على إنجازه جهة الشرق بشراكة مع وزارة الثقافة، يمتد على مساحة 8759 مترًا مربعًا بحي الناظور الجديد، بتكلفة تقارب 55.4 مليون درهم. ويشمل تصميمه مرافق متنوعة، منها قاعة عروض تتسع لـ390 شخصًا، قاعات تدريب، مدرسة للموسيقى، مكتبة، وغرف للاجتماعات، مما يجعله إضافة نوعية للإقليم.
وفي السياق ذاته كشفت المديرة الجهوية لوزارة الثقافة بجهة الشرق، صباح باي باي، أن “وزارة الثقافة مساهم فقط وأن المكلف بإنجاز وتتبع المشروع هي وكالة تنفيذ المشاريع بجهة الشرق. هذه الأخيرة قامت بإنهاء الصفقة مع الشركة المكلفة بالمشروع بسبب مشاكل تتعلق بقيمة الصفقة، وسيتم إعلان صفقة جديدة لإنجاز المشروع”.
وحول الموضوع ذاته، قال رئيس مجلس جهة الشرق محمد بوعرورو، إن “المشكل القائم في المشروع يتعلق بالعثور على كمية مياه كبيرة في البقعة الأرضية المخصصة للمشروع عند الشروع في الحفر، مما تطلب توقيف المشروع إلى غاية القيام بدراسة جديدة”.
وأضاف رئيس الجهة، أن “وكالة تنفيذ المشاريع بجهة الشرق طلبت إنهاء الصفقة مع الشركة المكلفة بإنجاز المشروع، والتي بدورها طالبت بتعويضها عن المدة التي سخرت فيها آلياتها وكذا أشغال الحفر، وبالتالي سيتم إطلاق صفقة جديدة قريبا من أجل استكمال المشروع”.
ومن جهته، أوضح مدير وكالة إنجاز المشاريع بجهة الشرق، نور الدين موغلي، أن “المشروع كان موضوع اتفاقية شراكة مع وزارة الثقافة ومجلس الجهة ووكالة تنمية جهة الشرق، والدراسة تمت من طرف شركة العمران، وعند انطلاق المشروع تم اكتشاف فرشة مائية كبيرة نسبيا، الأمر الذي تطلب إعادة الدراسة الخاصة بالمشروع من جديد، وتمت إضافة ملحق تعديلي في صفقة المشروع، لكن المقاولة الفائزة بالصفقة رفضت إنهاء الأشغال”.
وقال موغلي، أن “الشركة المكلفة بالمشروع لم تقدم أي تبرير لانسحابها غير تأخر انطلاق الأشغال، فضلا عن مطالبتها بتعويضات”. مضيفا أن “الصفقة ستعاد من جديد و ميزانيتها موجودة، ويتم حاليا إعداد الصفقة الجديدة على أن يتم إطلاقها، وفتح الأظرفة بداية السنة القادمة”.
وأكد موغلي، أن “المشروع هو جزء من عدة مركبات ثقافية في كل من الناظور، أحفير بإقليم بركان، عيون سيدي ملوك بإقليم تاوريرت، وآخر بمركز جرسيف، والتي بلغت نسبة تقدم الأشغال بها ما بين 15 و 20 بالمائة، كما سيتم قريبا استكمال مشروع الناظور أيضا”.