بعد أسابيع طويلة من استقرار الوضعية الوبائية بالمغرب، بدأت الأرقام تعرف ارتفاعا من جديد وسط تخوفات من العودة إلى تشديد الإجراءات الاحترازية وحصول انتكاسة في المنظومة الصحية.
وأدى انتشار فيروس كورونا إلى انتقال البلاد من المستوى “الأخضر الضعيف” إلى “البرتقالي المتوسط”، خاصة بالمدن الكبرى، فيما قد تعرف الوضعية تدهورا أكبر خلال القادم من أيام مع بداية العطلة الصيفية واقتراب عيد الأضحى حيث تكثر الحركة.
وفي هذا الإطار، قال سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية للتلقيح ضد “كوفيد-19”: “إلى حد الساعة، الحالة الوبائية مستقرة، ناهيك عن أن نسبة ملء أسرة الإنعاش منخفضة، أقل من 0.5 بالمائة. في المقابل، ارتفعت إيجابية كشوفات PCR”.
وأوضح عفيف أن ارتفاع حالات الإصابة بـ”كوفيد-19″، يعزى إلى عاملين أساسيين؛ الأول الحركية وعدم احترام التدابير الاحترازية، والثاني ضعف الإقبال على الجرعة المعززة، وقال: “للأسف، لا يزال هناك قرابة مليون ونصف ممن سنهم ما بين 60 و74 سنة لم يتلقوا الجرعة المعززة، وحوالي 300 ألف ما فوق 75 سنة، مع العلم أن 100 بالمائة من هؤلاء تلقوا الجرعتين الأولى والثانية”.
ودعا الخبير الصحي المغربي إلى العودة لارتداء الكمامة، خاصة في الأماكن المغلقة، وتلقي الجرعة المعززة، خصوصا من قبل كبار السن ومن لهم هشاشة مناعية، مبرزا أن “المملكة تتوفر فقط على 5500 سرير للإنعاش، وبالتالي أي انتكاسة قد تنذر بالخطر”.
وأكد عفيف أنه في حالة ما إذا تدهورت الأوضاع، فإن “اللجنة العلمية ستوصي بتشديد الإجراءات الاحترازية والدولة ستتجه نحو التشديد، وهو ما لا نرغب فيه بسبب الآثار على النفسية والوضعية ككل”.
وتحدث المصرح لهسبريس عن كون الأمر يرتبط “بمسؤولية فردية يجب أن نتحلى بها جميعا للحفاظ على المكتسبات، خاصة في ظل ما تم تحقيقه من نتائج إيجابية، خصوصا أن نسبة التعافي تبلغ 98 بالمائة، ونسبة الإماتة لا تتعدى 1.4 بالمائة، أي أقل من المعدل العالمي”.
وكان معاذ المرابط، منسق المركز الوطني لعمليات الطوارئ العامة بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، قد نبه، أمس الثلاثاء، إلى أن الوضعية الوبائية الراهنة تتميز بانتقال انتشار فيروس كورونا من المستوى “الأخضر الضعيف” إلى المستوى “البرتقالي المتوسط”، خاصة بالمدن الكبرى.