متخوفة من تفاقم الأوضاع الصحية، تبث اللجنة العلمية لمواجهة كورونا صرخة التحذير في آذان المواطنين من استمرار التراخي في مواجهة الفيروس، في سياقات دنو عيد الأضحى و”الحميميات” التي تطبع أيامه.
ومع اقتراب العيد الذي يتزامن مع عطلة الصيف، تتخوف الأطر الصحية من ظهور بؤر جديدة تعيد الوضع الوبائي والصحي في بعض المدن إلى نقطة الصفر، لاسيما بعد قرار التخفيف والعودة تدريجيا إلى الحياة الطبيعية.
ومعروف أنّ غالبية المغاربة يفضلون الانتقال من مدن المركز صوبَ البوادي والحواضر البعيدة للاحتفال بعيد الأضحى؛ وهو ما يحيي فزع بروز بؤر عائلية، بعد أن ظلّت أرقام الإصابة بالفيروس ثابتة لأسابيع خلت.
ارتفاع حالات الإنعاش
سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية للتلقيح ضد كورونا، قال إن “المشكلة الكبرى التي تسبق عيد الأضحى هي ارتفاع عدد حالات الإنعاش، إذ قفز الرقم من 37 إلى 135 في غضون 15 يوما فقط”.
وأضاف عفيف، في تصريح لجريدة هسبريس، أن “أغلب المتوافدين على قسم الإنعاش غير ملقحين”، منبها إلى “ضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية من أجل ضمان مرور العيد في أجواء صحية سليمة”.
واعتبر الخبير الصحي المغربي أن على المصابين “التزام العزلة”، فيما المسافرون في وسائل النقل العمومي “مطالبون بارتداء الكمامة وتعقيم اليدين”، وزاد: “هذه إجراءات جد بسيطة لكنها مجدية كثيرا”.
مشاكل الاكتظاظ
مصطفى الناجي، عضو اللجنة العلمية للتلقيح ضد كورونا، اعتبر أن “الخطر الأول المحيط بالعيد هو ظاهرة الاكتظاظ، ما يعني ارتفاع إمكانية نقل الفيروس”، مؤكدا أن “العيد لا يعني بالضرورة تسجيل عدد إصابات كبير، لكن الأمر متوقع”.
وأورد الناجي، في تصريح لجريدة هسبريس، أن “المجتمع يعيش حالة تراخ كبيرة مع الفيروس”، مشيرا إلى أنه “لو تم الاحتفاظ بالإجراءات الاحترازية لم يكن الوضع ليتفاقم إلى الدرجة الحالية”.
وشدد مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء على “ضرورة زيادة الإقبال على التلقيح”، مشيرا إلى “وجوب خوض حملات تحسيسية كبيرة قبيل العيد لتذكير الناس بسياقات فيروس كورونا”.