تنبعث محاولات إحياء العملية السياسية بشأن قضية الصحراء المغربية، بزيارة يقودها المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا إلى المنطقة انطلقت نهاية الأسبوع الجاري دون اتضاح أجندة اللقاءات بعد إعلان جبهة البوليساريو تعطيل العمل بوقف إطلاق النار.
ومن المرتقب أن يلتقي ديميستورا بكافة أطراف القضية في سياقات متوترة، عقب قطع الجزائر علاقاتها مع المغرب ثم البيانات العدوانية المتوالية لجبهة البوليساريو، وتمكن المملكة من انتزاع موقف إسباني تاريخي مساند.
وعلى الرغم من طرح ديميستورا أنه “يعتزم البقاء مسترشدا بالسوابق الواضحة التي أرساها أسلافه في المهمة”، فإن اختلاف السياقات يجعل مهمة المبعوث الأممي صعبة، وقد تنتهي دون نتائج عملية على الإطلاق.
تحرك فاشل
الموساوي العجلاوي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس، اعتبر أن زيارة المغرب تأتي لوضوح موقفه وترحيبه بقرارات مجلس الأمن، مؤكدا تشبث المغرب بالحل السياسي ومبادرة الحكم الذاتي.
وأضاف العجلاوي، في تصريح لجريدة هسبريس، أن الزيارة تأتي في سياق دعم إقليمي ودولي لمبادرة الحكم الذاتي، مشيرا إلى أن الوضوح المغربي تقابله في الجهة الأخرى مشاكل جزائرية ولدى جبهة البوليساريو.
وشدد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس على أن الجبهة أعلنت انسحابها من قرار وقف إطلاق النار والنقاش السياسي، وهذا مشكل كبير بالنسبة إلى ديميستورا، فضلا عن مراهنة الجزائر على التوتر الإقليمي لتثبيت النظام الحالي.
وأكد المتحدث أن مواقف الجزائر والبوليساريو لن تتحرك، وبالتالي محاولات المبعوث الأممي مقفلة في هذا الباب، مسجلا ضرورة تقديمه للاستقالة بالعودة إلى أن السياق الحالي لا يسمح بتحقيق أي تقديم.
وأردف العجلاوي أنه من المستحيل تحقيق حل سياسي مع طرف أعلن ما يسميه بـ”الحرب”، مشيرا إلى أن الجولة ستفشل، وزاد متسائلا: “ما الذي سيقدمه المبعوث الأممي من جديد لأطراف جامدة المواقف؟”.
إطلاق النار
عبد الفتاح البلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض، اعتبر أن موقف الرباط مريح فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، مؤكدا أن زيارة ديميستورا تأتي في سياقات دولية وإقليمية متغيرة.
وأورد البلعمشي، في تصريح لهسبريس، أن الجزائر قطعت العلاقات مع المغرب كما يشهد العالم ركودا اقتصاديا نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، معتبرا أن كل هذا يكرس دخول قضية الصحراء المغربية ضمن الصراعات الجيوسياسية.
وأكد الجامعي المغربي أن أول مشكل لديميستورا سيكون هو خروج جبهة البوليساريو من الحل السلمي ووقف إطلاق النار، مؤكدا في السياق ذاته أن إدارة المغرب للإقليم وحضوره الفعلي بالصحراء محدد أساسي في مثل هذا النوع من النزاعات.