استقبلت المدرسة الملكية للخيالة بمدينة تمارة وفدا يتكون من أبناء عسكريين مغاربة ومن الولايات المتحدة الأميركية، وذلك في إطار اتفاقية الشراكة المبرمة بين القوات المسلحة الملكية والحرس الوطني لولاية “Utah” (يوتا) الأمريكية.
وتعرف الطلبة المغاربة والأمريكيون طيلة يوم كامل على تاريخ علاقة المغاربة مع الفرس، وأيضا طريقة تدريب الخيول والاعتناء بها.
وفي هذا الإطار قال الكوماندان فهد حمون، من المدرسة الملكية للخيالة، إنه “في إطار التبادل بين الولايات المتحدة الأميركية والمغرب استقبلت المدرسة الملكية للخيالة أطفال أفراد الحرس الوطني لولاية ‘يوتا’، وأطفال أفراد القوات المسلحة الملكية، في إطار تقوية التبادل الثقافي واللغوي بين البلدين”.
وأردف حمون بأن الزيارة “فرصة للأطفال للتعرف على مرافق هذه المدرسة العتيقة التي شيد بها السلطان العلوي مولاي إسماعيل القصبة التاريخية في القرن 18”.
وانطلقت الزيارة بتقديم عرض عن المدرسة التي يعود تاريخ تشييدها إلى سنوات مضت، قبل أن تصبح بصفة رسمية مدرسة ملكية للخيالة.
وقال اليوتنان كولونيل خالد الداودي، قائد مجموعة القيادة والخدمات بالمدرسة، إنه يتم داخل هذه المنشأة التاريخية ضمان تدريب أفراد سلاح الفرسان الذين يمثلون القوات المسلحة الملكية في مسابقات الفروسية المختلفة وطنيا ودوليا.
وتمتلك المدرسة كوادر مؤهلة وحديثة البنية التحتية، ما يسمح بتصنيفها بين أفضل مدارس الفروسية العالمية؛ وتتمثل مهامها في تكوين متخصصين في فنون الفروسية، والمساهمة في تطوير منافسات الفروسية والرياضات المرتبطة بها، وتنظيم دورات تكوينية لتحقيق التميز؛ وأيضا تطوير التكوين المرتبط بحرف الفروسية.
وتضمن برنامج الزيارة تقديم عرض الكاروزيل، الذي أداه تلاميذ ضباط الصف بالمدرسة الملكية، واستمتع خلاله الطلاب بالتعرف على الثقافة المغربية؛ مع إلقاء نظرة على خيول من أصول مختلفة، تتوفر عليها المملكة، من فرنسا وألمانيا وإسبانيا، ناهيك عن خيول عربية وإنجليزية، اطلعوا على تاريخها وكفاءاتها وأيضا الجوائز التي حازتها في مسابقات متنوعة.
وضمن البرنامج ذاته تمت زيارة العيادة البيطرية داخل المدرسة، التي كانت بمثابة مصحة بيطرية بمدينة تمارة منذ 1912، قبل أن تصبح اليوم عيادة مرجعية على الصعيد الوطني.
وتم تقريب الطلبة من طريقة علاج الخيول، بداية بالتدخلات البسيطة ووصولا إلى إجراء عمليات جراحية، فيما أكدت المختصة البيطرية المشرفة على العيادة أن التعامل مع الخيول لا يختلف عن التعامل مع الإنسان، مشيرة إلى التوفر على أحدث الآليات والتقنيات العلاجية للقيام بكل الفحوصات اللازمة.
ومن ضمن الأنشطة الأساسية التي تضمنها برنامج الزيارة حضور عرض للقفز على الحواجز، ناهيك عن زيارة متحف المدرسة لتعريف الطلبة على جزء من التاريخ المغربي، بتأطير من إدارة التاريخ العسكري.
واختتمت الزيارة بحصة ركوب على صهوة الخيول داخل نادي الفروسية التابع للقوات المسلحة الملكية، الذي يفتح أبوابه لعموم المغاربة للترويج لرياضة الفروسية.
ووفرت المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية كل الظروف الملائمة لاستضافة الأطفال الأمريكيين والمغاربة أيضاً، بما يتماشى مع توجهات البرنامج المشترك الهادف إلى دعم التبادل الثقافي بين أبناء العسكريين المغاربة ونظرائهم الأمريكيين.
جدير بالذكر أن الشراكة المبرمة بين القوات المسلحة الملكية والحرس الوطني لولاية “Utah” (يوتا) الأمريكية تهدف إلى توفير شروط الضيافة الأسرية المتبادلة، مع مواكبة الوفود من خلال تنظيم عدة أنشطة ثقافية وترفيهية ورياضية واجتماعية لفائدة أبناء العسكريين.