الولوج للمؤسسة منذ الوهلة الأولى، سيصيب الزائر بالانبهار، تنظيم محكم، ومرافق متعددة، وحركية دائمة، وأطر تشتغل لساعات طويلة، خدمة لواحدة من أهم القضايا المجتمعية، ألا وهي قضية “الأيتام والنساء في وضعية صعبة”، هذا أقل تعبير يمكن لنا استعماله لوصف المركز الاجتماعي للنساء في وضعية صعبة الذي تشرف على تسييره مؤسسة الرحمة للتنمية الاجتماعية، والذي رأى النور بالناظور بعد جهود كثيفة مكنت المؤمنين بالفكرة من توفير فضاء هام يقدم جميع أنواع الدعم لفئة الأرامل، والأمهات العازبات، والأيتام.. ولأن وراء كل مجهود نجاح، فهذا الأخير أصبح يسجل ويحتفى به بكثير من الفخر والاعتزاز، لاسيما وأن أيتام تمكنوا بفضل الدعم الذي يقدم لهم من إتمام دراستهم وهم مقبلين على بناء حياة مهنية جديدة في وظائف حيوية وهامة.
المركز الاجتماعي للنساء في وضعية صعبة، لا يكرم المرأة في عيدها الأممي المصادف لـ 8 مارس فقط، بل إن هذا التكريم يتجسد على مدار السنة، وما سنقدمه في هذا “الربورتاج” ليس إلا صورة مصغرة على فضاء شاسع بمساحته وخدماته، وهو ما أكدته إلهام أعراب، مشرفة ميدانية في مؤسسة الرحمة، التي اعتبرت في تصريح لـ”ناظورسيتي”، أن قسم الأيتام يعمل جاهدا للحفاظ على استقرار الأسرة وتماسكها ومحاربة الهدر المدرسي من خلال برنامج كفالة اليتيم”، وقد وصل إلى غاية هذا الشهر لـ 1500 مستفيد يتم التكفل بهم باتباع منهجية مضبوطة تنطلق من الاستقبال مرورا عبر استجماع المعطيات الشخصية ومعلومات التواصل والزيارات الميدانية.
وقالت إلهام أعراب، أن الأيتام المستفيدين من أجرة شهرية يتوصلون بها عبر حساب بنكي خاص بأمهاتهم، أصبحوا اليوم قادرين على الاستمتاع بحياة كريمة ومواصلة الدراسة بدون انقطاع، وهذا بفضل شركاء آخرين من ضمنهم جمعية كرامة ببلجيكا والإغاثة الإسلامية في هولندا، فضلا عن مجموعة من المحسنين داخل وخارج أرض الوطن. وهكذا فإن المؤسسة تطمح في رفع عدد الأيتام المستفيدين لكون أن لائحة الانتظار تضم حاليا 600 يتيم آخر.
وكشفت أحساين، أن خلية اعداد البرمجة وجمع وتحليل المجموعات داخل المؤسسة، تعمل يوميا على دراسة جميع المشاريع التي تقدمها المؤسسة وشركاؤها، وهذه المشاريع ضمنها ما هو موسمي كقفة رمضان، وأضاحي العيد، وملابس عيد الفطر، والحقائب المدرسية وحفر الآبار، ناهيك عن مشاريع أخرى تتعلق بالمرافقة السوسيو صحية والتكفل، وخدمات أخرى تتعلق بالاستقبال والاستماع والمرافقة الطبية والاستشارة القانونية. كما أن خلية الدعم الاجتماعي للنساء والأطفال في وضعية صعبة تعد قطبا هاما داخل المؤسسة من خلال الخدمات التي يقدمها للفئة المذكورة والمتعلقة بتنفيذ برنامج “كفالة اليتيم” وهو تحدي له أهمية قصوى يشتغل عليه المركز منذ تأسيسه.
أميمة قريقر، مرافقة اجتماعية في المؤسسة، أبرزت هي الأخرى، أن الخدمة التي تقوم بها من خلال القسم الذي تشتغل به داخل المركز، ترتكز تأتي في إطار ضمان استمرارية الخدمات الأخرى التي ينجزها الفريق الميداني، من ضمنها الاستقبال والاستماع والمرافقة القانونية والصحية والإدارة، وذلك بهدف الحد من جميع أنواع العنف ضد النساء، ولتيسير ولوجهن لجميع الخدمات الاجتماعي المتاحة في المؤسسة.
وأبرزت قريقر، أن المؤسسة تعمل لإنجاح مرافقتها الصحية للمستفيدات بتنسيق مع الأطر الصحية الخاصة والعامة، ومراكز الأشعة والمختبرات، ما جعل عددا المستفيدات يرتفع إلى 600 حالة. كما ينظم المركز في إطار موازي أنشطة تحسيسية تساهم في تقوية قدرات المستفيدات في مجالات التنمية الذاتية والتعريف بحقوقهن، تنفيذا للاستراتيجية الوطنية لمحاربة العنف ضد النساء 2020-2023 ولمقتضيات البروتوكول الترابي الذي أطلقته صاحبة السمو الملكي الأميرة لالة مريم.
وفضلا على ذلك، تقوم المتحدثة “المركز يقدم خدمات أخرى، من خلال الفضاء السوسيو اقتصادي، مثل الطبخ والخياطة والحلاقة وتعلم اللغات والإعلامية ومحو الأمية، إضافة إلى الأنشطة الرياضية في قاعة خاصة تابعة للمؤسسة وملاعب للقرب شيدت أخيرا”.
هذا العمل، تشدد أميمة قريقر، أن نجاحه يرتبط بتنسيق دائم مع جميع المتدخلين والفاعلين في الموضوع من بينهم وزارة التضامن الاجتماعي والإدماج وعمالة إقليم الناظور والمندوبية الإقليمية للتعاون الوطني وخلايا التكفل بالنساء ضحايا العنف بمحكمة الاستئناف والمحكمة الابتدائية ومحكمة الأسرة، إضافة إلى باقي الفاعلين وهيئات المجتمع المدني والسلطات المحلية.
من جهة ثانية، سلطت نادية العلامي، وهي مشرفة تربوية تابعة للمركز، على مجموعة من الأنشطة الأخرى التي يستفيد منها الأطفال اليتامى، والتي يستفيدون منها من داخل نوادي القراءة؛ الأعمال اليدوية؛ القرآن الكريم، حيث يتم تتويجهم بجوائز هامة أواخر شهر رمضان، إضافة إلى تنظيم رحلات ودروس للدعم التربوية لفائدة تلاميذ المستويين الاعدادي والثانوي.