وفي أواخر سنة 2019 قرر المغرب إيقاف هذا النشاط تزامنا مع عطلة رأس السنة، دون أن يُعلن عزمه إيقاف النشاط بشكل نهائي، غير أن ظهور وباء كورونا وإقرار إسبانيا والمغرب إغلاق الحدود لمنع تفشي الوباء في مارس 2020، دفع المغرب لاستغلال الفرصة لإنهاء التهريب المعيشي بصفة نهائية والشروع في إيجاد حلول بديلة.
وتعتبر الأزمة الدبلوماسية المغربية الإسبانية، واحدة من القضايا الإشكالية البارزة في مرحلة وباء كورونا بين الرباط ومدريد، وهي الأزمة التي تفجرت في أواخر أبريل 2021، بانكشاف عملية نقل زعيم جبهة “البوليساريو”، إبراهيم غالي، إلى إسبانيا سرا، من أجل تلقي العلاج من إصابته بفيروس كورونا المستجد، وذلك بتنسيق بين الجزائر وبعض الأطراف الحكومية الإسبانية.
وأدى هذا “الاكتشاف” إلى تفجر أزمة دبلوماسية حادة بين المغرب وإسبانيا، حيث اعتبرت الرباط أن هذه الخطوة من مدريد بمثابة طعنة في علاقات حسن الجوار بين البلدين، بالنظر إلى أن إبراهيم غالي هو زعيم حركة انفصالية تُطالب بانفصال إقليم الصحراء عن التراب المغربي.
وقرر المغرب قطع علاقاته مع إسبانيا وتقليص تعاونه الأمني مع مدريد، وقد استمر الجمود في العلاقات لحوالي سنة قبل أن تقرر مدريد في مارس الماضي عن تغيير موقفها من قضية الصحراء المغربية وإعلان دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي لحل نزاع الصحراء، فقرر المغرب استئناف علاقاته مع إسبانيا.
وفي هذه الأزمة أيضا كان لفيروس كورونا دور مساعد، حيث رفض المغرب إعادة استئناف العلاقات بين البلدين وفتح الحدود واستئناف حركة العبور، متحججا بالوباء، في حين أن الأمر كان يتعلق باستمرار الأزمة الدبلوماسية إلى حين تغيير إسبانيا موقفها.
وبسبب المواقف التي أعلنت عنها ألمانيا عقب إعلان الولايات المتحدة الأمريكية في دجنبر 2020 اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء، وقيامها بتحركات لدفع المنتظم الدولي لإجبار واشنطن على تغيير هذا الموقف، قرر المغرب رسميا في مارس 2021 قطع جميع الاتصالات والعلاقات مع السفارة الألمانية في الرباط.