توج المنتخب الوطني المغربي بلقب كأس الأمم الإفريقية لأقل من 23 سنة، لأول مرة في تاريخه، عقب انتصاره على نظيره المصري بهدفين لهدف بعد التمديد، في المباراة التي جرت أطوارها، اليوم السبت، على أرضية مركب مولاي عبد الله بالرباط.
وبدأ المنتخب المصري المباراة في جولتها الأولى بدون مقدمات، بعدما تمكن من افتتاح التهديف منذ الدقيقة الثامنة عن طريق اللاعب محمود حسن، بتسديدة من خارج مربع العمليات، لم تترك أية فرصة للحارس علاء بلعروش للتصدي، تقدم بعثر أوراق المدرب عصام الشرعي ولاعبيه، الذين تفاجأوا باندفاع الفراعنة منذ صافرة الحكم.
ولم تدم فرحة المصريين طويلا بتسجيل الهدف الأول، بعدما قام الحكم بيتر واويرو، بطرد اللاعب محمود حسن، ليكمل بذلك الفراعنة المباراة بعشرة لاعبين، الأمر الذي استغله المغاربة أحسن استغلال مع مرور الدقائق، بالتقدم للأمام، مجبرين رفاق أحمد الساوي على العودة للوراء، للحفاظ على تقدمهم، وكذا على نظافة شباكهم، التي لم تستقبل أي هدف في المباريات السابقة، سواء في التصفيات، أو دور المجموعات، أو نصف النهائي.
وتمكن المنتخب المغربي من إدراك التعادل في الدقيقة 37 بفضل اللاعب يانيس بكراوي، مستغلا تمريرة محكمة من بلال الخنوس، ومعيدا بذلك المباراة إلى نقطة البداية، ليبحث كل منتخب من جديد عن هدف الانتصار، الذي سيمنح اللقب الأول للمنتخب المغربي، والثاني لمصر، التي حازت على لقبها الأول في آخر نسخة، بعد فوزها في المشهد الختامي على كوت ديفوار بهدفين لهدف.
واستمرت الأمور على ماهي عليه فيما تبقى من دقائق، اندفاع مغربي بحثا عن الهدف الثاني، ودفاع مصري مع بعض المناورات بين الفينة والأخرى وقتما سنحت له الفرصة، أملا في الوصول إلى شباك علاء بلعروش للمرة الثانية، دون تمكن أيٍّ منهما من تحقيق مبتغاه، لتنتهي بذلك الجولة الأولى بالتعادل الإيجابي هدف لمثله بين المنتخبين.
واتسمت بداية الجولة الثانية من المباراة بالندية بين المنتخبين، سعيا منهما إلى الوصول للمرمى للمرة الثانية، بعد نهاية الشوط الأول بالتعادل الإيجابي هدف لمثله، إذ تبادل المنتخبان السيطرة والهجمات فيما بينهما، مع أفضلية للفراعنة من ناحية النجاعة الهجومية، والفرص السانحة للتهديف.
وواصل المنتخبان البحث عن الهدف الثاني من خلال المحاولات التي أتيحت لهما، مع تحسن أداء اللاعبين المغاربة بعد التغييرات التي قام بها المدرب عصام الشرعي، حيث تحولت السيطرة والفرص السانحة للتهديف لأشبال الأطلس، الذين كانوا قريبين من الوصول إلى مبتغاهم في أكثر من مناسبة، لولا التسرع في اللمسة الأخيرة.
وتفنن لاعبو المنتخب المغربي في تضييع الفرص السانحة للتهديف، مع كثرة التمريرات الخاطئة في الدقائق الأخيرة من اللقاء، علما أن المنتخب المصري عاد ليشكل الخطورة على دفاع الأشبال، بحثا عن مباغتتهم بهدف يهدي له اللقب الثاني، في مساره، بعد الأول الذي كان سنة 2019، على حساب كوت ديفوار بهدفين لهدف.
وكاد أمين الوزاني أن يهدي المنتخب المغربي هدف الانتصار والتتويج باللقب في الوقت بدل الضائع، لولا التدخل الجيد للحارس حمزة ياسين، مبقيا على منتخب بلاده في اللقاء، ومحافظا على كل آماله في التتويج بالكأس القارية، في حين لم تعرف الدقائق الأخيرة أي جديد من ناحية عداد النتيجة، لتنتهي المباراة في شوطيها الأصليين بالتعادل الإيجابي هدف لمثله، مر على إثره المنتخبان إلى الجولتين الإضافيتين.
وغابت الحلول في الجولة الإضافية الأولى عن لاعبي المنتخب المغربي، بالرغم من المحاولات التي أتيحت لهم، في الوقت الذي اعتمد المنتخب المصري على الهجمات الموتدة، لعلها تهدي له هدفا ضد مجريات اللعب، في ظل اندفاع المغاربة، بينما لم تعرف باقي الدقائق أي جديد، وفي الوقت الذي كان الشوط الأول الإضافي يتجه إلى النهاية، تحصل المغرب على ضربة حرة مباشرة، ترجمها أسامة ترغالين لهدف، منهيا 15 دقيقة الأولى بتقدم منتخب بلاده بهدفين لهدف.
ونزل لاعبو المنتخب المصري بكل ثقلهم على الدفاع المغربي في الجولة الثانية الإضافية، بحثا عن التعادل، للمرور على الأقل إلى الضربات الترجيحية، إلا أن التعب وغياب الحلول، آلت دون تحقيق المبتغى، فيما واصل المنتخب المغربي مناوراته أملا في الوصول إلى الشباك للمرة الثالثة، وهو ما كاد أن يحققه في أكثر من مناسبة، لولا التدخلات الجيدة للحارس والدفاع، لتنتهي بذلك المباراة في أشواطها الأصلية والإضافية بانتصار المغرب بهدفين لهدف، توج على إثره بلقب كأس الأمم الإفريقية لأقل من 23 سنة للمرة الأولى في تاريخه.