منفتحة على التحديات التي تعترض الهندسة الإفريقية، تستقبل العاصمة الرباط عشرات المعماريين من مختلف بلدان القارة للتداول في رهانات التمدن والتنمية المستدامة والتراث والحداثة والسياسات العمومية.
يأتي ذلك ضمن أشغال المؤتمر 13 لاتحاد المهندسين المعمارين الأفارقة، اليوم الاثنين، تحت شعار “المهندس المعماري والتحديات الجديدة للقارة الإفريقية”.
ويراهن المؤتمر على مناقشة التحولات الاجتماعية والمجالية التي تشهدها إفريقيا نتيجة النمو الديمغرافي السريع للسكان، وتضاعف العدد بحلول سنة 2050 ليصل إلى حوالي 2.5 مليار نسمة.
ويحرص المؤتمر على كون إفريقيا مصدر إلهام حقيقي للمهندسين ونموذجا للتقارب بين الإنسان والطبيعة، وفتح النقاش حول الابتكارات المعمارية التي يشهدها العالم اليوم.
واتحاد المهندسين الأفارقة أسس سنة 1981 في نيجيريا من 23 دولة، وأصبح يضم الآن 43 دولة، ويمثل 60 ألف مهندس معماري، أي مهندس واحد لكل 17 ألف مواطن إفريقي.
شكيب بنعبد الله، رئيس هيئة المهندسين المعمارين بالمغرب، قال إنه سعيد باستقبال الأصدقاء من إفريقيا بالعاصمة الرباط، مشيرا إلى أن المؤتمر فرصة لتلاقي خبرات هندسية قادمة من 43 بلدا.
وأضاف بنعبد الله، في تصريح لهسبريس، أن تحديات كبيرة مطروحة على المهندسين الأفارقة، خصوصا أن مؤهلات كثيرة لم يتم الاستثمار فيها بعد.
ونبه إلى أن التراث الهندسي في القارة الإفريقية جد مهم وجب استحضاره بشكل كبير في مختلف التطورات الحضرية بالقارة.
وأشار رئيس هيئة المهندسين المعمارين بالمغرب إلى أهمية الحكامة داخل كل دولة من أجل تطوير الهندسة في إفريقيا، مع ضرورة وعي المهندسين بدورهم، مسجلا أن القارة تضم كفاءات عديدة في المجال.
فيون دوبوني، رئيس هيئة المهندسين المعمارين في الكونغو الديمقراطية، صرح لهسبريس بأن وفد بلاده يحضر في هذا المؤتمر ممثلا بـ21 مهندسا معماريا، وقال: “لدينا رهانات كبيرة بخصوص مواضيع عديدة”.
في مقدمة هذه المواضيع، ذكر دوبوني السكن، باعتباره مطلبا أساسيا في إفريقيا، مؤكدا الرغبة في احترام المعايير الدولية في هذا الباب، فضلا عن إعادة إفريقيا إلى الواجهة الدولية بعد مكوثها لسنوات وراء الستار.
وأضاف أن هدف المؤتمر هو تطوير الهندسة المعمارية في إفريقيا، مثمنا تلاقي العديد من الخبرات والنقاش الذي تشهده اللقاءات.
حسن مكنون، الكاتب العام للمجلس الوطني لهيئة المهندسين المعمارين بالمغرب، أبرز أن المؤتمر يتضمن ورشات علمية تهتم بمواضيع متعددة، من بينها الحكامة الجيدة للمدن والبيئة والتنمية المستدامة.
وقال مكنون، في تصريح لهسبريس، إن “الحفاظ على التراث وتحدي الحداثة بدوره بارز”، مؤكدا أن “الحل مشترك ويجب على جميع الدول التحرك لفك المشاكل العالقة”.