أسماء وأسئلة:إعداد وتقديم رضوان بن شيكار
تقف هذه السلسلة من الحوارات كل اسبوع مع مبدع اوفنان اوفاعل في احدى المجالات الحيوية في اسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد انتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.
ضيفة حلقة الاسبوع الكاتبة اللبنانية وفاء أخضر
1. كيف تعرفين نفسك للقراء في سطرين؟
_ قلت في قصيدة: “أنا حزن عتيق ببدلة ورقية…” وأقول الآن
أنا وعي يقاوم الغيبوبة بكل أشكالها، وخاصة تللك التي تساورنا على شكل راحة…
2. ماذا تقرأين الآن؟ وما هو أجمل كتاب قرأته؟
أحيانا مزاجي القراءي يغادرني، وهذا حالي في هذه الفترة، أمسك الكتاب وأقرأ صفحات وأتركه،
آخر رواية قرأتها كانت ساق البامبو لسعود السنعوسي، وآخر مجموعة شعرية “لا تحاول” لبوكوفسكي وكذلك كتبا في علم النفس كما كتاب العقل فوق العاطفة..
3. متى بدأت الكتابة؟ ولماذا تكتبين؟
بدأت منذ أول وعيي، كانت الكتابة على شكل حديث ذاتي، ومحاولة منّي لفهم قساوة العالم ، وكذلك خرقي…
أكتب حتى أرى أفضل، وحتى أحول حزني عطرا..
4. ما هي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين إلى التسكع في أزقتها وبين دروبها؟
دوما، تجولت في شراييني، وفي أعماقي، أنا كائن داخلي، لكن حديثا وبعدما بت أشعر بحدة أني سأغادر هنا وجمالات هذا العالم، وجدتني قادرة وراغبة في معانقة كل ما فيه، وربما أتوق أكثر إلى مدن لم أزرها… وأعمل على أن أفعل، كمراكش في المغرب، روما،وغيرها.
5. هل أنت راضية على إنتاجاتك وما هي أعمالك المقبلة؟
الذي يرضيني، أن ما كتبته حيّ بقوة..كصدق..
أعمل على روايتي الثانية…
6. متى ستحرقين أوراقك الإبداعية وتعتزلين الكتابة؟
ربما أمر بفترات سبات… لكن لا، لن أحرق ما كتبت… هو رمادي…
7. ما هو العمل الذي تمنيت أن تكون كاتبته؟ وهل لك طقوس خاصة للكتابة؟
كثيرة الأعمال الرائعة التي قرأت وعرفت، يحضرني الآن 1984 لجورج أورويل، قصائد لبوكوفسكي، ولدرويش، كامي، يوسا، وكثيرون…لكني أرى فيها روح أصحابها… أتعلم منهم ومن الكثيرين، لكي أكتب عطري الخاص…
لأكتب أحتاج أن أكون وحدي مع وحدي.. ومع الموسيقى.
8.هل المبدع والمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها أم هو مجرد مغرد خارج السرب؟
أعتقد أنه يعيش بعمق ويدرك مشاكل مجتمعه، يستدخلها، محاولا خلق كوة ما وقوة ما… هو مرآة وضوحها مرعب…وتوقها لحياة ما أفضل، كثير عظيم..
9. ماذا يعني لك العيش في عزلة إجبارية وربما حرية أقل؟ وهل العزلة قيد أم حرية بالنسبة للكاتب؟
أحب الناس… وفي طفولتي كنت أخشى الفقد والوحدة، لكني الآن أعي أني أبدا لست وحدي، حتى وأنا وحدي.. كل ما في العالم يحدثني، اليمامة التي تحط على نافذتي، الوردة في حديقتي، الفراش، النمل…أما الناس … هم يقيمون في ذواتنا، وهم غارزون متجذرون. نحن من آخرين…
العزلة ما عادت تخيفني… وربما لأنني أكتب. أما عن الحرية.. أكون حرة عندما أريد أن أكون حرة بالفعل، معظمنا يريد أشياء كثيرة أخرى غير الحرية… وكذلك معظمنا يخشاها…الحرية تعني مواجهة ومسؤولية وقرارات …
10. شخصية في الماضي ترغبين لقاءها ولماذا؟
غوتة مثلا، أو كامي، أوهيرمان هيسه، وكثيرون، أرى المبدعين في أعمالهم وألتقيهم بالفعل، وأنا مراهقة، عشقت روسو، وكذلك نزار
الآن تيقنت أن المبدع لا يموت، يتسللنا بسكون وسكينة ويحرك الراكد فينا…
الشخصية التي تدهشني بعمق هي شخصية النبي محمد بكل ما فيها…
11. ماذا كنت ستغيرين في حياتك لو أتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟
أرى أن ليس بالإمكان أفضل مما كان، يشغلني الآن وحسب، أي الحاضر ؛ الحاضر هو المساحة التي أنا قادرة فيها على الفعل..
بعض الآلام كان وطأها شديدا على حساسيتي وأنا طفلة… لبنان، والجنوب والفقر والجهل… وأشياء أخرى… لكن كل هذا لا يشغل وعيي الآن…
12. ماذا يبقى حين نفقد الأشياء؟ الذكريات أم الفراغ؟
نتمدد في هذا العالم، في أشيائه لنرانا، ولكي نوثق وجودنا العابر، لامارتين تساءل في قصيدة البحيرة عن كيف تموت حبيبته وتبقى تلك البحيرة، وتبقى تلك الصخرة، نحن عابرون ويقلقنا هذا بعمق.. لذا نلوذ بأشياء هذا العالم… ولكن للمفارقة هذه الأشياء تبتلعنا… نحن لسنا ما نمتلك كما قال ايريك فروم في كتابه الانسان بين المظهر والجوهر…
أعتقد أن الفراغ الحقيقي والخواء يكونان عندما نكفر بالجمال والحب في هذا العالم..
13. صياغة الآداب لا يأتي من فراغ بل لابد من وجود محركات مكانية وزمانية، حدثينا عن روايتك (أنا أخطئ كثيرا ) كيف كتبت وفي أي ظرف؟
ربما هي في أعماقي منذ كنت في العشرين… فيها الكثير مني من هواجسي، ومن أفكاري، قلقي، توقي إلى الحب، خوفي من العالم العدائي حولي.. من قيمه الحمقاء القاتلة للحياة…أعتقد أننا نحبل بأعمالنا ونلدها في الوقت المناسب…
كتابة الرواية تحتاج وقتا مكرسا لها، فترة الحجر في كورونا منحتني هذا… عدا عن أن الحكايا فيها( هي رواية على شكل حكايا ) كانت تلح علي لترى النور وذلك ليكون مكان في أعماقي لأعمال وأفكار أخرى.
14. الى ماذا تحتاج المرأة في أوطاننا لتصل الى مرحلة المساواة مع الرجل في مجتمعاتنا الذكورية بامتياز.الى دهاء وحكمة بلقيس ام الى جرأة وشجاعة نوال السعداوي؟
سؤال مربك،في الخيارين، لا بد من الجرأة، ما نخافه هو طوطم من صنعنا..نحتاج أن نرى بعين إله…القدرة على تجاوز المكان والذات والجنس والزمان…وهذا يحتاج وعيا نقيا غير مدنس بما يستعمر عقولنا من أفكار ومعتقدات.. ربما نحتاج فقط ألا نخاف وأن نسعى أبدا إلى النور..
15. ماجدوى هذه الكتابات الإبداعية وما علاقتها بالواقع الذي نعيشه؟ وهل يحتاج الإنسان إلى الكتابات الابداعية ليسكن الأرض؟
وحده الفن بكل أشكاله، موسيقى، شعر مسرح، رسم، رواية….يواسينا ويعزينا ويوثق حقيقتنا كمخلوقات واعية مسكونة بذرات إلهية… نحن لا نستطيع أن نقبع في أجسادنا دائما… نحن نعي أنها هالكة تلك الأجساد وأنهاعابرة، وأنها مهترئة… الإبداع يكرس الرضى والغبطة والدهشة والشغف… هو هويتنا الإنسانية ببساطة واختصار..
تلك الابداعات تغير حياتنا بالفعل، كل الاختراعات العلمية بدأت تخييلات حكائية، كما بساط الريح، والبلورة السحرية، ها نحن نطير ونرى العالم كله عبر هاتف جوال..عدا عن قدرة أي عمل إبداعي على إيقاظ الجمال فينا وكذلك التوق..
16. كيف ترين تجربة النشر في مواقع التواصل الاجتماعي؟
أراها قد حررتنا بشكل ما من احتكار الناشرين…وعزّزت التوق إلى التعبير والكتابة… هنالك دوما قارئ محتمل…
17. أجمل وأسوء ذكرى في حياتك؟
الماضي لا نسترجعه بل نحن نعيد بناءه من خلال الحاضر… من خلال وعينا الحاضر له…ذكرياتي السيئة نسبيا تحولت جميلة عبر الكتابة مثلا… وفي المقابل، هنالك محطات في حياتنا مؤطرة كيوم رأى كتابي الأول النور، وكيوم أنجبت أبنائي… هي محطات مريحة…
18. كلمة أخيرة او شيء ترغبين الحديث عنه ؟
أرغب أن أقول أن أسئلتك ذكية عميقة، وأنني حاولت قدر الإمكان ألا أسترسل وأنا أجيب عليها…
أشكرك بالفعل كثيرا…