أريفينو : جيلالي خالدي
أول سؤال هو، أن تُعرفنا بهويتك.
ج: الاسم الكامل، مصطفى بوالديوان. من مواليد مدينة الناظور سنة 1964. أستاذ التعليم الإبتدائي بمديرية الناظور . فاعل جمعوي بحي داخل جماعة إحدادا. الناظور.
س: كيف كانت بداية الكتابة والإبداع الأدبي؟
الانطلاقة كانت من المدرسة.وبالضبط المسرح المدرسي. كتبت ما يزيد عن 10 مسرحيات تربوية. والمسرح المدرسي التربوي له خصوصياته من حيث الأهداف، ثم الفئة التي يتوجه إليها هذا النوع من المسرح، وكذلك من حيث اللغة والمواضيع التي يتناولها، وهي مواضيع تربوية ويجب أن تكون بلغة سليمة من الأخطاء الإملائية.
هذه المسرحيات قمت بكتابة نصوصها. وقد شُخصت ومُثلت من قبل المتعلمين كمسرحيات شاركنا بها على مستوى الإقليم ثم الجهة ثم على المستوى الوطني، مع جمعيات تربوية وبيئية وأخرى ثقافية اجتماعية.
س: البداية إذن من المسرح المدرسي. فكيف تم الانتقال إلى الرواية. علما بأن جنس الرواية يختلف كثيرا عن المسرح؟
ج: قبل الكتابة الروائية كانت هناك محاولات في مجال البحوث والدراسات التربوية ، وهكذا كتبت أربعة بحوث تربوية، الأول تحت عنوان مونوغرافية مدرسة الخندق. جماعة احدادن .الناظور. الثاني تحت عنوان ، المدرسة المغربية، الواقع والآفاق. الثالث، العقاب البدني والمعنوي بين الأسرة والمدرسة. الرابع . المدرسة المغربية والتنمية البشرية. كل هذه الأعمال لم تطبع وتنشر بالرغم من حصولها على شواهد تقديرية على مستوى النيابة التعليمية بالناظور وعلى مستوى الأكاديمية الشرقية كذلك.
بعد هذه التجربة التربوية انتقلت قبل 4 سنوات إلى كتابة الرواية. وكانت البداية من رواية، قريبا سأعود.
الرواية مستوحاة من واقع الهجرة التي يعرفها المغرب نحو أوروبا، هجرة سرية تستنزف الثروة البشرية
الوطنية، خاصة الشباب. ثم الرواية الثانية، أدهار أبران، إغريبن، أنوال. مثلث موت الإسبان.
هذه الرواية تتناول حرب الريف الأخيرة ضد الاستعمارين الاسباني والفرنسي من تاريخ 1921 حتى عام 1927.
س: هل هناك مشاكل أو معاناة اعترضتك خلال مسيرتك الإبداعية؟
هناك تحديان كبيران. الأول تحدي الكتابة والتأليف، ويتعلق الأمر بكيفية تحويل أحداث معينة ونقلها من مستوى الواقع إلى عمل روائي مع ما يتطلبه هذا العمل من خصوصيات الإبداع وتقنيات الكتابة الروائية .
التحدي الثاني، وهو قاسم مشترك بين جميع المبدعين بالناظور، هو تحد الطباعة والتوزيع . فبعد الكتابة تبدأ المعاناة مع البحث عن الناشر ، ومن المستحيل أن تجد أحدا ينشر عملك. لتبدأ وحدك في إجراءات الطبع والتوزيع وعلى نفقاتك الخاصة. وهو عمل متعب جدا خصوصا مع غياب المطابع المختصة بالناظور بالإضافة إلى ارتفاع ثمن الطباعة. هذا مما اضطرني مثلا مع الروايتين السابقتين إلى استنساخ عدد قليل من النسخ لا تتعدى 50 نسخة لكل رواية.
س : هل ممكن خلاصة للرواية الثانية؟.
ج : رواية أدهار أبران، إغريبن، أنوال. مثلث موت الإسبان. هي رواية تاريخية حاولتْ تحويل الواقعات التاريخية الى عمل روائي أدبي يعتمد الخيال ولغة شاعرية أحيانا . الأحداث التي تناولتها الرواية تتنوع بين المقاومة الشرسة للريفيين ضد الاستعمار، وبين تقاليد وأعراف الريفيين وطقوسهم في الأعمال الفلاحية ومناسبات الزواج والأعياد..وبأسلوب روائي حاولت أن أوظف فيه عنصر التشويق معتمدا على الخيال ولغة أدبية غنية بالمشاعر سواء مشاعر الفرح أو الحزن ،كل ذلك من أجل تحويل الأحداث التاريخية التي وقعت بالريف إلى عمل أدبي يوثق هذه الأحداث ويحفظها بأسلوب أدبي وليس بلغة المؤرخ التي تخلو من الأحاسيس والمشاعر والخيال. ومن هنا صعوبة هذا العمل. خصوصا عندما يتعلق الأمر مثلا بشخص في مستوى محمد بن عبد الكريم الخطابي . إذ من الصعب جدا تحويل شخص من مستوى ووزن هذا البطل من رمز سياسي وخبير عسكري ،أي شخصية تاريخية ، إلى بطل روائي في عمل أدبي.
هل وُفقت في ذلك أم لا. طبعا لا يمكن أن أزعم بشيئ في هذا المجال، لأن هذا الحكم من اختصاص شخص واحد، وهو القارئ الناقد فقط.
هل من عمل إبداعي آخر تشتغل عليه؟
هناك إن شاء الله محاولة أخرى في مجال الرواية. ربما بعد بضعة أشهر.
سؤال أخير. ماذا تقرأ في هذه الأيام؟
ج: رواية رواء مكة للمفكر والكاتب المقتدر حسن أوريد. ورواية أصبحتُ أنتَ. للكاتبة المشهورة أحلام مستغانمي. وهما روايتين من صنف السيرة الروائية.