هو الفاسي الذي قاده حب البحث العلمي إلى كلية العلوم السملالية التابعة لجامعة القاضي عياض بمدينة مراكش، لينذر حياته لعلوم الأرض ويصبح من ثلة الجيولوجيين الذين تبوؤوا مكانة علمية رفيعة؛ إذ تمكن من الحصول على تتويج من طرف المنصة الدولية للبحث العلمي www.research.com وترتيبه ضمن 1000 باحث في نسخة 2022.
كان ميلاده سنة 1959 بمدينة فاس العالمة، وقبل متابعة دراسته الابتدائية بمدينة بركان، قضى سنوات طفولته الأولى مع “معلم مراكشي” متخصص في الخياطة التقليدية، لكن يقظته العلمية رأت النور باكرا حين فاتح جدته وهو ذو 7 سنوات في رغبته في ولوج المدرسة، فكان له ذلك، لتنطلق مسيرته في التحصيل الدراسي، وفي سنة 1980 التحق بالمدرسة العليا للأساتذة.
اشتغل مدرسا بالتعليم الثانوي سبع سنوات، وفي عام 1987 كان موعده مع التدريس بكلية العلوم السملالية، ليحصل على دبلوم الدراسات العليا في عام 1990، وينال دكتوراه الدولة في علوم البراكين وكيمياء الأرض عام 1998، وبهذه المؤسسة العلمية انتخب رئيسا لشعبة الجيولوجيا من 2014 إلى 2017، كما عمل خبيرا لدى اللجان العلمية للمركز الوطني للبحث العلمي في الرباط، ولدى اللجنة الفرنسية المغربية المشتركة لبرنامج “hubert Curien Toubkal”، وحاليا هو مدير مختبر “ديناميكا الغلاف الصخري وتكون الموارد” (DLGR).
هذا الباحث الذي صنف في هذه المرتبة، تابع دراسته الابتدائية بالتعليم العمومي بالمدرسة الحمراء، والمستوى الإعدادي والثانوي بالثانوية الإعدادية ابن رشد والثانوية التأهيلية أبو الخير بمدينة بركان، وبعد حصوله على شهادة الباكالوريا، اختار الانتماء إلى هيئة التدريس، ليقضي فترة في تلقين التلاميذ بمؤسسة مولاي رشيد الثانوية بمدينة تازة.
وبعد التحاقه بكلية العلوم السملالية، شارك نصر الدين اليوبي في منتديات دولية، وملأ خزانتها ببحوث كثيرة مكنته من دخول ترتيب النظام الأساسي لمنصة “www.research.com“، باستخدام بيانات “H-index” التي جمعها بواسطة “Microsoft Academic”، الذي لا يشمل سوى الباحثين البارزين الذين لديهم مؤشر “H” الذي يشكل عتبة لاختيار من يتوفرون على 30 بحثا علميا وأكثر في مجال علوم الأرض.
بعدها سيتحول إلى سفير في المعرفة العلمية للمغرب بأوروبا وأمريكا وغيرها من بقاع العالم، وستنشر بحوثه بمجلات علمية دولية.
يقول نصر الدين اليوبي، في جلسة دردشة مع هسبريس، إن “الجيولوجيين أكثر الناس معرفة ببلادهم بضرورة البحث العلمي”، مضيفا أن “بلادنا جنة هذه الفئة من العلماء، لأنها تحتوي على أنواع كثيرة من الصخور التي يتراوح عمرها بين العصر السحيق (بضع مليارات من السنين)، في الصحراء المغربية، إلى العصر الرباعي (2.5 مليون سنة)، وأقدم الحفريات للإنسان العاقل تم اكتشافها بإقليم اليوسفية بجهة مراكش”.
ومن بحوث هذا العالم التي تم الاستشهاد بها أكثر من 100 مرة ونشرت في المجلات العلمية، “earth and planetary Science Letters, Geology, Nature communications”.
وتركز هذه البحوث على المقاطعات البركانية الكبيرة بشكل عام، والمقاطعة الصخرية الوسطى الأطلسية (CAMP) على وجه الخصوص، بحسب إفادة صاحبها.
وعن أمنياته، قال نصر الدين اليوبي: “أطمح أن أرى الجامعة العربية بشكل عام، والمغربية بشكل خاص، تتفوق في مجال البحث العلمي والابتكار، ورؤية بلدي يتحول إلى مركز للتعليم والبحث والإبداع”.
يذكر أن كلية العلوم السملالية دأبت على الحضور في الجوائز والمنتديات العالمية بفضل ثلة من الباحثين المجتهدين.
وبفضل هذه المؤسسة الجامعية التي تعمل منذ تأسيسها على تنفيذ استراتيجية تهدف إلى التميز، سواء في برامجها التكوينية أو البحثية في المواضيع ذات الأولوية الجهوية والوطنية، تمكنت جامعة القاضي عياض من الحفاظ على صدارتها في ترتيب الجامعات الدولية والوطنية والمغاربية والإفريقية.