حول واقع وممكنات النموذج التنموي، يصدر كتاب جماعي جديد، نسقه الباحثان المصطفى المرابط وجميلة تلوت، وصدر عن “مركز مغارب للدراسات في الاجتماع الإنساني” و”مؤسسة باحثون”.
بلغ هذا المؤلف الجماعي المكتبات بعنوان “النموذج التنموي بين الكائن والممكن.. رؤى متقاطعة في التنمية”، ويرى النور في سياق شهد فيه المغرب صياغة “نموذج تنموي جديد” من طرف لجنة معينة ملكيا.
تحضر في هذا العمل دراسات كل من: حسن رشيق، عياد أبلال، المصطفى شكدالي، مراد الريفي، نور الدين العوفي، المصطفى المرابط، إبراهيم حمداوي، محمد بوجمعاوي، جميلة تلوت، إبراهيم التركي، ثرية بوحفاص، المصطفى العناوي، مبارك اركوكو، عبد الرحيم الدقون، ربيعة خديجة، جلبير ريست، المنعم بلال، صلاح بوسريف، إدريس ايت لحو، الزاهر محمد، حميد دريوش، ومصطفى الويزي.
ويقرأ في ظهر غلاف الكتاب الجديد أن “التنمية البشرية المستديمة، بما هي جوهر الاستقرار والتقدم والتطور الإنساني، غير منفصلة بالأساس عن مبتغاها المحوري الذي يتجلى في الرقي بالإنسان بتحقيق حاجياته بشكل تشاركي يتأسس على قاعدة مساهمة كل الأفراد في عملية التنمية، طالما أن التنمية أداة ووسيلة من جهة، لتحقيق رفاه الإنسان، وغاية طالما أنه يبتغي المساهمة في تحقيقها”.
لذا، لا يمكن، وفق المؤلَّف، “الحديث عن التنمية البشرية المستديمة دون استحضار أبعادها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، بحيث يأتي البعد الديمقراطي كأُسّ وأساس كل تنمية تبتغي تحقيق الكرامة والرفاه للأجيال الحالية دون نسيان وإهمال الأجيال المقبلة، وإلا ينتفي بعد الاستدامة”.
وتابع المصدر: “بين تدبير الحاجيات والإمكانيات والموارد في بعديها الطبيعي والبشري، تأتي السياسات العمومية كرؤية سياسية شاملة لطرق التنمية التي تبتغيها الدول والحكومات، بحيث يتقاطع البعد الاجتماعي بالاقتصادي والسياسي”.
هذا الواقع “يجعل موضوع التنمية يقتضي أكثر من وجهة نظر، وأكثر من مقاربة، وهو ما يثير إشكالات مركبة تستلزم تداخل الرؤى والتخصصات، خاصة في زمن العولمة وانتفاء وضمور مفهوم الدولة الوطنية. وفي زمن اختل فيه حوار الشمال والجنوب، كما اختلت فيه موازين القوى بين الدول العظمى في سياق النيوليبرالية المتوحشة والدول المتخلفة، التي خرجت من الاستعمار العسكري لتجد نفسها أسيرة استعمار اقتصادي وسياسي”.
باستحضار هذه المعطيات في ظل “رأسمالية جشعة”، يسجل الكتاب أن “التنمية نفسها” تصبح “تنمية للتخلف”، بتعبير الاقتصادي سمير أمين.