استقبل عبد السلام بكرات، والي جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء، الاثنين، وفدا وازنا من الشخصيات السياسية تمثل البرلمان الأنديني، إلى جانب النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين، وراشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب.
وعرف اللقاء، الذي احتضنه مقر ولاية جهة العيون، محادثات مطولة ترأسها عبد السلام بكرات مع وفد برلمانيي الأنديز، بحضور رئيسي غرفتي البرلمان، بالإضافة إلى رئيس جهة العيون الساقية الحمراء وعدد من منتخبي الإقليم بسط خلاله والي العيون عرضا شاملا حول العناية المولوية التي يوليها الملك محمد السادس للأقاليم الجنوبية، خاصة فيما يتعلق بالتنمية السوسيو-اقتصادية ومختلف المشاريع التنموية التي تم تنزيلها بالصحراء المغربية.
وبهذه المناسبة، قاد والي الجهة ورئيسا مجلسي المستشارين والنواب ووفد برلمانيي الأنديز زيارات ميدانية لمختلف المشاريع الكبرى بالمنطقة، بدءًا بكلية الطب والصيدلة ثم مدينة المهن والكفاءات التابعة للتكوين المهني والمركز الاستشفائي الجامعي العيون قبل أن ينتقل الجمع إلى المكتبة الوسائطية بالعيون.
وفي هذا الصدد، قال النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين، إن “هذه الأرض المباركة باتت شاهدة على تخليد مرور أربع سنوات على توقيع اتفاقية انضمامنا كبرلمان مغربي إلى البرلمان الأنديني، بصفة عضو ملاحظ دائم وشريك وتخليد ذكرى انضمام المملكة المغربية بصفة عضو ملاحظ لدى منظومة دول الأنديز في الثامن من يوليوز 2020”.
وأضاف المسؤول ذاته، في جلسة عامة عقدها الوفد البرلماني بمعية رئيسي مجلسي النواب والمستشارين ببلدية العيون، أن “المغرب تجمعه بدول الأنديز وبباقي بلدان أمريكا اللاتينية والكراييب روابط وقيم وقواسم مشتركة، شكلت أساس العلاقات التاريخية بين بلداننا وشعوبنا، حيث ساهمت هجرة العرب والأفارقة إلى منطقة أمريكا اللاتينية في خلق انصهار أثمر تمازجا ثقافيا وإنسانيا أغنى الموروث الحضاري الإنساني”.
وفي هذا السياق، قال ميارة إن “حركات التحرر بالمنطقتين لعبت دورا متميزا في دعم الشعوب الإفريقية والأمريكولاتينية في كفاحها من أجل الاستقلال. وهذه الاعتبارات مجتمعة تشكل ولا شك الدعامة والأساس القيمي لمسار علاقات التعاون التي تجمعنا، والنواة الصلبة لصمود علاقاتنا أمام كل الصعوبات والتحولات مهما كانت المتغيرات والتحولات والسياقات التي قد تفرضه”.
وأشار المتحدث إلى أن “زيارة الوفد للمشاريع الاقتصادية والاجتماعية بمدينة العيون قد مكنت من الاطلاع على مؤهلاتها الاقتصادية والثقافية والسياحية وما تنعم به المنطقة ككل من مجهود تنموي، لمجرد جزء من نهضة شاملة تعرفها باقي المناطق بالمملكة المغربية إلى جانب الخطوات والإنجازات التي حققها الشعب المغربي على درب توطيد تجربته الديمقراطية وبناء دولته الوطنية المستقرة تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله على كافة المستويات”.
وفي ختام حديثه بالجلسة العامة، شدد رئيس مجلس المستشارين على “أننا اليوم ومن أرض الصحراء المغربية نخلد معكم الذكرى الرابعة للقرار التاريخي الذي اتخذتموه شهر ماي 2018؛ وهو القرار الذي عبرتم فيه عن قناعتكم الانسانية العميقة بضرورة وضع حد لإنهاء المأساة التي يعيشها أطفال ونساء ومواطنون في مخيمات تندوف والوقوف ضد كل من يتاجر بآلامهم ومعاناتهم، من خلال دعمكم الصريح والنبيل للمبادرة المغربية للحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية، تحت السيادة الترابية والوطنية للملكة المغربية، معتبرين إياه الحل الواقعي وذي المصداقية لإيجاد حل لهذا النزاع المفتعل”.