زارت بعثة عن الاتحاد الأوروبي والبنك الأوروبي للاستثمار، فضلا عن 13 سفيرا بالمغرب يمثلون الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، الجامعة الأورو-متوسطية بفاس.
وتميزت هذه الزيارة، التي تأتي بمناسبة الاحتفال بالسنة الأوروبية للشباب 2022 وبيوم أوروبا، بتنظيم جلسة عامة ترأسها رئيس الجامعة الأورو-متوسطية مصطفى بوسمينة، وسفيرة ورئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي بالمغرب باتريشيا لومبارت كوزاك (Patricia Llombart-Cussac)، وممثلة البنك الأوروبي للاستثمار بالمغرب أنا بارون (Anna Barone).
وأكد المتدخلون في هذه الجلسة أهمية الشراكة المغربية الأوروبية للنهوض بأوضاع الشباب ودعم أفكارهم. كما عرفت هذه المناسبة تنظيم ثلاث ورشات موضوعاتية تميزت بالتفاعل بين أعضاء البعثة الأوروبية وطلبة الجامعة الأورو-متوسطية.
وخصصت هذه الورشات لمناقشة محاور تهم، على الخصوص، الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، وتغير المناخ، وريادة الأعمال، والتعليم العالي، والتنقل.
وأجمع المشاركون في هذه الورشات على الدور الذي تلعبه الجامعة الأورو-متوسطية بفاس في تكوين جيل من الأطر ذي مستوى عال ومتشبع بقيم التسامح والانفتاح، ومتميز بالخلق والإبداع والابتكار، وقادر على مواجهة التحديات المتعددة للتنمية المستدامة.
مصطفى بوسمينة، رئيس الجامعة الأورو-متوسطية، قال إن هذه المناسبة شكلت فرصة للبعثة الأوروبية لزيارة مختلف مرافق الجامعة، ومنها المختبرات، التي وصفها بأنها من مستوى عال وبعضها لا يوجد مثيلا له بالمغرب وعلى المستوى القاري أيضا.
وأضاف بوسمينة، في تصريح لهسبريس، أنه تم إطلاع الوفد الأوروبي على مختلف البرامج التي تشتغل عليها الجامعة، مبرزا أن هذه الزيارة شكلت فرصة للبعثة الأوروبية لتبادل الأفكار مع طلبة الجامعة والوقوف على مدى إتقانهم لعدد من اللغات، وتشبعهم بقيم العيش المشترك والاعتدال والتضامن واحترام البيئة.
من جانبها، ذكرت باتريشيا لومبارت كوزاك، سفيرة ورئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي بالمغرب، أن هذه الزيارة تعد الأولى من نوعها لبعثة سفراء الاتحاد الأوروبي المنتدبين بالمغرب خارج العاصمة الرباط بعد الجائحة، مبرزة أنها تروم لقاء الشباب حول موضوع مهم يشكل مفتاح ورافعة الشراكة الأوروبية المغربية، ألا وهو التعليم، وتحديدا التعليم العالي.
وأضافت ممثلة الاتحاد الأوروبي بالمغرب، في تصريح لهسبريس، أن زيارة الجامعة الأورو-متوسطية تأتي لعدة أسباب؛ منها كون هذه الجامعة تمثل نموذجا للقيم التي يتقاسمها الاتحاد الأوروبي داخل فضائه وعليها تتأسس شراكته مع المغرب، وعلى رأسها قيم التعدد الثقافي والتضامن والابتكار.
وتابعت الدبلوماسية الأوروبية عينها بأن الزيارة ثمرة لرؤية وإرادة الملك محمد السادس، مبرزة أن الاتحاد الأوروبي انخرط في تحقيق هذا الهدف المشترك الذي يجمعه بالمغرب المتمثل في خلق جامعة ذات جودة عالية وبتكنولوجيا متقدمة وطلبة يأتون إليها، فضلا عن المغرب، من دول البحر الأبيض المتوسط ودول جنوب الصحراء وأوروبا، ومن جميع أنحاء العالم.
وأشارت باتريشيا لومبارت كوزاك إلى أن الاتحاد الأوروبي ساهم في إنجاز مشروع الجامعة الأورو-متوسطية عن طريق توفير عدد من التجهيزات، ومنح قرض من البنك الأوروبي للاستثمار لإنجاز البنية التحتية، فضلا عن مساهمة الاتحاد عبر منحة مهمة لدعم الميزانية المخصصة لمنح الطلبة على الخصوص.
أنا بارون (Anna Barone)، ممثلة البنك الأوروبي للاستثمار بالمغرب، عبرت بدورها عن سعادتها بالتعاون الاستثنائي الذي يجمع الحكومة المغربية والاتحاد الأوروبي والبنك الأوروبي للاستثمار في إطار مشروع الجامعة الأورو-متوسطية، الذي وصفته بـ”المشروع المتميز”.
وأوضحت ممثلة المؤسسة البنكية الأوروبية بالمغرب، في تصريح لهسبريس، أن هذا التعاون يوفر لطلبة دول البحر الأبيض المتوسط إطارا استثنائيا للتعلم والبحث الأكاديمي، مشيرة إلى أن التعليم، بدون شك، يشكل واحدا من أولويات البنك الأوروبي للاستثمار.
وأضافت أن المؤسسة البنكية الأوروبية التي تمثلها بالمغرب كان لها شرف الانخراط في إنشاء هذا المركب الجامعي الرائع بأرقى المواصفات البيئية والاجتماعية الدولية، معبرة باسم البنك الأوروبي للاستثمار عن سعادتها بمواكبة تطور هذا المشروع الجهوي والأكاديمي الهام خلال السنوات المقبلة، موردة أنه يشكل رمزا لأولويات الشراكة التي تجمع بين الاتحاد الأوروبي والمغرب.