كلنا نتذكر حرائق الغابات التي شهدتها منطقة القبائل السنة الماضية، ضمن أحد أبشع مخططات نظام العسكر بالجزائر من أجل تصفية القبائليين المطالبين بالاستقلال، وكيف تم قتل الناشط جمال بن اسماعيل واتهام عدد من النشطاء بالمنطقة بإشعال هذه الحرائق واعتقالهم وتعذيبهم بمقرات المخابرات الجزائرية وبسجون نظام شنقريحة وخالد نزار، وكيف أن تبون وعد باقتناء طائرات متخصصة في إطفاء الحرائق مثل تلك التي يتوفر المغرب على عدد كبير منها دون أن ينجح في ذلك.
اليوم وبعدما حلّ الصيف الذي تتكاثر فيه حرائق الغابات عبر العالم، لم تستطع جزائر تبون الجديدة التي يدعي أنها قوة ضاربة وقوة إقليمية، اقتناء هذه الطائرات، ما أجبرها على اللجوء لاستئجارها من بعض الدول التي رفضت ذلك باستثناء روسيا، ما يؤكد أن نظام الكابرانات عاجز عن الوفاء بوعوده، ليس لأنه لا يريد، ولكن لأنه غير قادر بسبب العزلة التي يعيشها وبسبب كونه لا يحظى بالثقة لدى دول العالم.
وفي هذا الصدد، وصلت أول أمس الأربعاء إلى مطار الهواري بومدين طائرة إطفاء من طراز “Berieve BE 200” استأجرها نظام العسكر الجزائري لمدة ثلاثة أشهر من روسيا الاتحادية، للتدخل في عمليات إطفاء حرائق الغابات عبر التراب الجزائري.
وقد اعترف وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، كمال بلجود، في تصريح له خلال استقباله للطائرة بالمطار، بعجز الجزائر عن مواجهة الحرائق التي تشهدها البلاد، مؤكدا أن الوسائل التي تتوفر عليها الجزائر غير كافية لمواجهة مثل هذه الحرائق التي وصفها بذات “الحجم الاستثنائي”، مشيرا إلى أنه تم اللجوء لحل استئجار طائرة إطفاء الحرائق بتعليمات من الرئيس تبون، حيث طلبت الجزائر ذلك من العديد من الدول لكن الرد جاء فقط من دولة وحيدة وهي روسيا.