لطالما ردّد كابرانات قصر المرادية في تصريحاتهم وكذا عبر أبواقهم الإعلامية المجندة لخدمتهم وتنزيل البروباغندا الإعلامية التي يتعمدونها تجاه المغرب والتي يخفوون بها الواقع المر والأوضاع الكارثية التي تعيشها الجزائر، أسطوانتهم المشروخة المتمثلة في قطعهم لعلاقاتهم مع المغرب بسبب إعادة الرباط إحياء علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، الشيء الذي جعل العديد من المتابعين لما يدور في الساحة يتساءلون هل ستقوم الجزائر بنفس الخطوة تجاه تركيا بعدما أعلنت هذه الأخيرة أمس عن عودة علاقاتها مع إسرائيل بشكل كامل.
وتساءل هؤلاء هل يمتلك كابرانات نظام العسكر الحاكم في الجزائر الجرأة لإعلان موقف واضح من تركيا بعدما تقرر رفع مستوى العلاقات بين البلدين إلى مستوى العلاقات الدبلوماسية الكاملة وإعادة السفراء والقناصل العامين من البلدين، خصوصا وأن الجزائر تدعي نصرتها للقضية الفلسطينية، في وقت يعلم الجميع أن هذا الأمر ليس سوى متاجرة بمعاناة الفلسطينيين ومحاولة من نظام العسكر للعب على وثر عاطفة الجزائريين لنيل رضاهم بعدما طالبوا برحيله عن السلطة وإقامة دولة مدنية.
وسيظهر صمت الجزائر تجاه هذه الخطوة التي أقدمت عليها الدبلوماسية التركية لخدمة مصالحها تناقض نظام العسكر الذي يدعي دفاعه عن القضية الفلسطينية وسيكتشف الجميع أن هذا النظام لا تهمه لا القضية الفلسطينية ولا الفلسطنيون أنفسهم، وأن كل ما يهمه هو استغلال هذه القضية وأي قضية يمكن أن تساعد وتساهم في إكسابه الشرعية والمزيد من الوقت للبقاء جاثما على صدور الجزائريين الذين يعانون الويلات بسبب سياسات هذا النظام.
ولم يسجل التاريخ للجزائر مواقف حقيقية وملموسة تجاه القضية الفلسطينية سوى الشعارات الرنانة والخطابات القومية الواهية التي لم تنفع يوما الفلسطينيين بقدر ما زادت في تأزيم أوضاعهم، في وقت ينعم فيه الكابرانات بخيرات الجزائر التي فقروا شعبها ونهبوا ثروات وخيرات بلادها.
يشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، أعلن أمس الأربعاء أن حكومته ستستأنف العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع تركيا بعد سنوات من التوتر بين الدولتين، مضيفا أنه تقرر رفع مستوى العلاقات بين البلدين إلى مستوى العلاقات الدبلوماسية الكاملة وإعادة السفراء والقناصل العامين من البلدين.