بعدما وجد نظام العسكر الجزائري نفسه في عزلة قاتلة بسبب قراره الأخير تعليق معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون مع إسبانيا، كرد فعل على تغيير هذه الأخيرة لموقفها تجاه ملف قضية الصحراء المغربية ودعمها لمقترح الحكم الذاتي كحل جدي وواقعي لهذا النزاع المفتعل، وبعدما لم تبادر أي دولة لإعلان تضامنها مع الجزائر بعد التهديد الصريح الذي وجهه الاتحاد الأوروبي لها إن هي تراجعت عن التزاماتها مع إسبانيا، سارعت نظام الكابرانات عبر وزراة خارجيته إلى التحجج بأنها ليست بحاجة لأي دعم من دول شقيقة أو صديقة أو منظمات.
وكعادته اتهم نظام العسكر عبر وزارة خارجيته المغرب بالوقوف وراء الأخبار المتداولة في بعض المواقع وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، والتي أكدت أن الجزائر فشلت في جمع التأييد اللازم لعقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية من أجل استصدار بيان تضامني معها.
وعادت الخارجية الجزائرية لتؤكد في بيانها أن قرارها الأخير تجاه إسبانيا سببه هو موقف مدريد من قضية الصحراء المغربية، حيث قالت في بيانها: تؤكد الجزائر مرة أخرى على الطابع الثنائي والسياسي للأزمة الراهنة مع الحكومة الإسبانية الحالية بسبب إخلال هذه الأخيرة بواجباتها تجاه قضية الصحراء المغربية”.
وأكدت خارجية نظام العسكر الجزائري في ذات البيان، أنها في غنى عن استصدار مواقف مؤيدة لها سواء من دول شقيقة أو صديقة أو من منظمات دولية، وأنها واثقة من صواب موقفها وصحة ما اتخذته من قرارات سياسية سيادية في هذا الشأن.
يبدو إذن أن هذا البيان الصادر عن خارجية نظام شنقريحة ونزار جاءت بعدما تيقن هذا النظام أنه لن يحظى بأي دعم من الدول العربية والمنظمات الدولية التي سبق لها وساندت المغرب في أزمته مع إسبانيا وكذا بعد اتهامه من طرف البرلمان الأوروبي بالضغط سياسيا على مدريد بمشكل الهجرة، ما يفسر أن الجزائر باتت تعيش عزلة قاتلة بسبب حماقات نظام العسكر الذي يطالب الشعب برحيله وإقامة دولة مدنية تحظى باحترام وتقدير دول العالم.