يبدو أن عالم الفيروسات ما يزال يخفي الكثير من الأسرار، التي تكشف عن نفسها مع مرور الوقت بفضل تقدم تقنيات البحث. فقد نجح باحثون باستخدام الذكاء الاصطناعي في اكتشاف أكثر من 70 ألف من الفيروسات التي لم تكن معروفة من قبل، وكثير منها لا تشبه الأنواع المعروفة سابقا، حسب ما أشارت إليه مجلة “نيتشر” العلمية، نقلا عن دراسة حديثة نشرتها مجلة “سيل”.
وأضافت المجلة العلمية المتخصصة أن باحثين دوليين حددوا فيروسات الحمض النووي الريبوزي باستخدام علوم الجينوم، إذ تم أخذ عينات من جميع الجينومات الموجودة في البيئة، ودون الحاجة إلى زراعة فيروسات فردية.
وأردفت المجلة الرائدة في العلوم أن هذه الطريقة الجديدة تظهر إمكانات الذكاء الاصطناعي الواعدة للكشف عن ما يعرف بـ”المادة المظلمة” في عالم الفيروسات، والكثير من المعلومات عن بنيتها.
وقال عالم الفيروسات أرتيم بابايان بجامعة تورنتو الكندية إن عدد أنواع الفيروسات غير المكتشفة كبير جدا، حيث إن بعضها قد يسبب المرض لدى البشر. وأضاف في تصريحات نقلها موقع قناة “برو زيبن Pro7” الألمانية أن تحديد خصائص الفيروسات قد يساعد في تفسير الأمراض الغامضة.
ويتضمن نموذج الذكاء الاصطناعي أداة للتنبؤ بالبروتين تدعى “إي إس إم فولد” تم تطويرها بواسطة باحثين من “ميتا” (فيسبوك سابقا). ويتم فحص الجينومات في بيئتها الطبيعية ولا تتم زراعتها، وفق موقع قناة “برو زيبن Pro7” الألمانية.
وساعدت تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحديد الآلاف من الفيروسات، التي تحتوي على الحمض النووي الريبوزي، بما في ذلك فيروسات توجد في بيئات قاسية مثل الينابيع والبحيرات المالحة والهواء.
وقالت جاكي ماهار عالمة الفيروسات من أستراليا إن هذا النهج الجديد “واعد حقا لتوسيع المجال الفيروسي”، حيث سيساعد العلماء على فهم أصول الفيروسات وكيف تطورت مع مرور الوقت.
أما عالم الفيروسات أرتيم بابايان، فإنه يعتقد أن توسيع مجموعة الفيروسات المعروفة سيسهل من مهمة العثور على المزيد من الفيروسات المشابهة. وأضاف: “فجأة يمكنك رؤية أشياء لم تكن تراها من قبل”، حسب ما أوردته مجلة “نيتشر” العلمية المتخصصة.