باحثا عن آثار الاستعارات في الشعر الأمازيغي، أصدر الكاتب المغربي محمد بوزيد مؤلفا جديدا بعنوان “الاستعارة في الخطاب الشعري الأمازيغي الحديث”، سابرا بنية النصوص ومستكشفا تجارب المتخيل الشعري الأمازيغي وذاكرة الأسلاف واستفهاماتهم.
الكاتب أحمد بوزيد مؤلف “الاستعارة في الخطاب الشعري الأمازيغي الحديث” (160 صفحة)، قال إن العمل نقدي يروم دراسة مستويات حضور الاستعارة ووظائفها وأثرها في انسجام النص الشعري الأمازيغي عبر الاشتغال على التجربة الشعرية لمحمد واكرار وصدقي علي أزايكو، معتبرا إياها أسهمت في تشكيل معالم المحتمل الحداثي الشعري الأمازيغي في المغرب.
وأضاف بوزيد، في تصريح لهسبريس، أن هذا العمل اشتغل على الشعر بوصفه نصا ثقافيا، واستثمر الإمكانات النظرية والمنهجية التي يتيحها هذا البعد، وذلك باعتماد مقاربة معاصرة تقول بمركزية الاستعارة في الشعر بوجه خاص، وفي مختلف مستويات التواصل اللغوي بوجه عام.
واتخذ الكتاب مقاربة النموذج التفاعلي للايكوف وجونسون وأعمال بول ريكور موقعا قرائيا لاستكشاف استعارات ذات إحالة إلى المرجعية الثقافية الأمازيغية وإلى سجلات الهوية، يورد مؤلفه.
واعتبر الكاتب المغربي أن “الاستعارة في الشعر ليست مجرد آلية جمالية؛ إنها تكتنف الأنساق الثقافية وبنيات المتخيل الرمزي وأثر الذاكرة. إنها إحدى تجليات الحياة الرمزية وعلاماتها الخصيبة”.
وأردف بأن “الأمازيغية في المغرب وطننا المتخيل والممتد، شبيهة بالأرض، حيث المغارات والينابيع والسفوح والأعماق والأنهار، إن اللغات بالنسبة لشعب يعرف تاريخ الألم ليست مجرد جسر، إنها وديعة تكتنف خبرات الإنسان وأثره”.
وسجل المتحدث أن “الأمازيغية ذاكرة تنطوي على رؤية خاصة إلى العالم تشي بها هرمونات المتخيل، مسرد حالات وفيض الوجدان، على أن ذلك ليس مطية لادعاء نرجسية ثقافية ما”، وزاد: “إننا ننتمي جميعا للشرط الإنساني ولسيرورة التاريخ التي تعلي من شأن المشترك الكوني”.
وأورد بوزيد أن “اللغة بالنسبة للشعر الأمازيغي علامة على المغايرة والاختلاف الذي يحتاجه العالم، إنها سحر الجذور وسيرتها الأكثر بهاء، وطنا بحجم خرائط الذاكرة وأنطولوجيا قائمة الذات. وإذا لم يعد لها وجود، فسيكون كما قال سيوران لما كتب: (تغيير الكاتب لغته يعادل كتابة رسالة حب بالاستعانة بقاموس)، وهو ما يعادل في العمق الصمت”.