قال ناصر بوشيبة، رئيس جمعية التعاون الإفريقي الصيني للتنمية (ACCAD)، إن “المغرب ظل على الدوام متشبثا بموقف حازم بشأن مبدأ الصين الواحدة، إذ أن حضارته الضاربة في القدم لا تخول له السعي إلى تقسيم الأمم والخوض في شؤونها الداخلية”.
وأضاف بوشيبة، في مقال له بعنوان “المملكة المغربية ومبدأ الصين الواحدة الذي لا يتزعزع”، أنه “بمجرد أن استعادت الصين مقعدها القانوني في الأمم المتحدة، استمرت بعض الدول في التدخل في قضية تايوان؛ ومع ذلك، فإن المغرب لم يغير رأيه أبدًا بشأن مبدأ “الصين الواحدة”، معتقدًا أن هذه مشكلة داخلية في الصين، وأنه لا يحق لأي بلد أن يتدخل، لذلك لم يقم أبدًا بتأسيس علاقات رسمية مع سلطات تايوان”.
وأشار رئيس جمعية التعاون الإفريقي الصيني للتنمية إلى أنه عندما التقى الرئيس الصيني جيانغ زيمين Jiang Zemin، في 5 فبراير 2002، بالملك محمد السادس خلال زيارته الرسمية للصين، أعرب الرئيس الصيني عن تقديره البالغ لالتزام المغرب طويل الأمد بمبدأ الصين الواحدة، وشكر المغرب على دعمه للصين في مجال حقوق الإنسان.
هذا نص المقال*:
ظل المغرب على الدوام متشبثا بموقف حازم بشأن مبدأ الصين الواحدة، إذ أن حضارته الضاربة في القدم لا تخول له السعي إلى تقسيم الأمم والخوض في شؤونها الداخلية.
بعد قبول المغرب عضوا في الأمم المتحدة في 12 نونبر 1956، اتحد مع المجموعة الأفروآسيوية في الدعوة المستمرة لاستعادة المقعد الشرعي لجمهورية الصين الشعبية داخل منظمة الأمم المتحدة. في 10 أكتوبر 1961، أثناء مناقشة الجلسة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة، ندد ممثل المغرب ووزير العمل والشؤون الاجتماعية السيد عبد القادر بنجلون بشدة بالاستعمار وطالب باستعادة المقعد القانوني للصين في الأمم المتحدة.
يعكس المشهد الطريف الذي جرى خلال هذه الدورة التضامن الدبلوماسي للدول الآسيوية والإفريقية. كان خطاب وزير خارجية جنوب إفريقيا إريك هندريك لووEric Hendrik Louw إهانة للدول الإفريقية التي تعارض الفصل العنصري وأثار غضب الوفود الحاضرة. ودعا ممثل ليبريا الجمعية العامة إلى إدانة البيان الذي أدلى به ممثل جنوب إفريقيا هندريك لوو. كانت نتيجة التصويت 67 صوتًا لصالح المقترح، وصوت واحد معارض، وامتناع 20 عن التصويت. الشخص الوحيد الذي صوت ضده كان ممثل جنوب إفريقيا. وعندما هتف هندريك لوو بالرفض الوحيد في التصويت، انفجر المجلس بأكمله من الضحك ساخرًا من عبثية السياسات العنصرية لحكومة جنوب إفريقيا.
في 3 مارس 1963، أكد السفير المغربي في بكين السيد عبد الرحمن زنيبر، في خطابه خلال حفل استقبال نظِّم بمناسبة عيد العرش، أن إقصاء الصين من الأمم المتحدة كان غير معقول وغير منصف. خلال زيارة رئيس الوزراء تشو إنلاي للمغرب في نهاية عام 1963، أشار مقال نُشر في صحيفة “الأمة الإفريقية”: “بصفته عضوًا في الأمم المتحدة، كان المغرب دائمًا يدعم سواء في الجمعية العامة للأمم المتحدة أو مجلس الأمن، أن الصين لها مقعد في هذه المنظمة الدولية لأنه من المستحيل استبعاد بلد يزيد عدد سكانه عن 650 مليون نسمة لفترة طويلة دون تعريض السلام والهدوء العالميين للخطر”.
بمجرد أن استعادت الصين مقعدها القانوني في الأمم المتحدة، استمرت بعض الدول في التدخل في قضية تايوان. ومع ذلك، فإن المغرب لم يغير رأيه أبدًا بشأن مبدأ “الصين الواحدة”، معتقدًا أن هذه مشكلة داخلية في الصين وأنه لا يحق لأي بلد أن يتدخل، لذلك لم يقم أبدًا بتأسيس علاقات رسمية مع سلطات تايوان. عندما يتبادل الزعماء المغاربة والصينيون الزيارات، يكرر قادة الجانبين في كثير من الأحيان موقفهم الثابت بشأن مبدأ الصين الواحدة.
في 3 دجنبر 1998، التقى رئيس الوزراء زو رونغجي Zhu Rongji في زيارة رسمية للمغرب بالوزير الأول السيد عبد الرحمن اليوسفي، حيث أوضح الأخير موقف المغرب، وشدد على أن الحكومة المغربية وهو نفسه يعلقان أهمية كبيرة على تنمية العلاقات الودية والتعاونية مع الصين؛ وأن الحكومة المغربية ستستمر في احترام موقفها من مبدأ الصين الواحدة لدعم قضية الصين الكبرى وهي إعادة توحيد الصين والامتناع عن إقامة أي علاقات رسمية مع تايوان.
في 5 فبراير 2002، عندما التقى الرئيس الصيني جيانغ زيمين Jiang Zemin بجلالة الملك محمد السادس خلال زيارته الرسمية للصين، أعرب الرئيس الصيني عن تقديره البالغ لالتزام المغرب طويل الأمد بمبدأ الصين الواحدة، وشكر المغرب على دعمه للصين في مجال حقوق الإنسان. في 6 فبراير 2002، أكد جلالة الملك محمد السادس خلال مقابلة مع لي رويهوان Li Ruihuan، رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، أن المغرب تمسك دائما بموقف “الصين الواحدة”، ولن يفعل أي شيء ضد رغبات الشعب الصيني.
في افتتاحية بعنوان “حقبة جديدة من العلاقات الودية بين الصين والمغرب” في صحيفة “الشعب” اليومية الصادرة في الفاتح من يناير 1964، تم تلخيص المبادئ الأساسية للتعاون السياسي المستقبلي بين المغرب والصين في الحفاظ على وحدة الأراضي للبلدين ومبدأ “الصين الواحدة”. وأشارت الافتتاحية إلى أن “البلدين عبرا دائما عن تضامن كبير في الشؤون الدولية. لطالما دعم الشعب الصيني الشعب المغربي في نضاله ضد الإمبريالية والاستعمار ولتحقيق الوحدة الوطنية وترسيخ الاستقلال والدفاع عنه. ولطالما دعم المغرب استعادة حقوق الصين القانونية في الأمم المتحدة.
ستواصل الحكومة الصينية دعم سياسة المغرب القائمة على عدم الانحياز والحياد وتعزيز السلام، وستواصل حكومة المملكة المغربية دعم استعادة حقوق الصين القانونية في الأمم المتحدة. كما اتفقت الحكومتان بالإجماع على تشجيع التعايش السلمي بين الدول ذات الأنظمة الاجتماعية المختلفة، وتدعمان تعاونًا دوليًا واسع النطاق ومتساويًا ومتبادل المنفعة”.