انتقدت آمنة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، قرار سحب نسخ “مذكرات مثلية” من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، واصفة الفعل بـ”غير المنسجم” مع الحريات المراكمة وطبيعة العصر الرقمي.
جاء هذا الموقف بعد منع الرواية سالفة الذكر من العرض بالدورة السابعة والعشرين للمعرض الدولي للكتاب والنشر، مع إلغاء حفل تقديمها وتوقيعها؛ وهو ما أُخبرت به الكاتبة يوما قبل فتح أبواب المعرض بالرباط، عقب تعليقات منددة بالموضوع على وسائل التواصل الاجتماعي.
وسبق أن قال مصدر من إدارة المعرض في تصريح لـ هسبريس إن سحب نسخ الكتاب قد تم نظرا “للطريقة التي أُدخل بها للمعرض؛ حيث لم يكن في اللائحة الأولى المقدمة للمعروضات، فدخل بالتالي بطريقة غير قانونية”.
وفي تصريح لهسبريس، قالت بوعياش إن “الرقابة أو السحب لا يمكن أن نعيشهما ونحن في هذا الزمن؛ هناك شبكات التواصل الاجتماعي التي يمكن أن يقرأ عبرها هذا الكتاب، ولا يمكن تقييده أو منعه أو الرقابة عليه”.
وتابعت المتحدثة: “اليوم فضاء الحريات الممكنة في المجتمع المغربي مكنت فئات مثل هذه من أن تنشر هذا الرأي، وأن يكون لها الحق في التعبير”، وبالتالي “أظن أن هذا التدبير غير منسجم مع ما يتم ضمانه كحريات”.
وأكدت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان أن المؤلف المسحوب من المعرض “كان يجب أن يكون في مكانه في العرض؛ من يهتم به سيشتريه، ومن لم يهتم به لن يشتريه”.
ثم أجملت قائلة: “عندما تأتي إلى المعرض تشتري كتبا في المواضيع التي تهتم بها، وليس كل المواضيع”.
وكان من المبرمج تنظيم حفل توقيع للرواية، يوم الأحد 5 يونيو الجاري بمعرض الكتاب، قبل أن يرافق جدلٌ على مواقع التواصل الاجتماعي خبرَ الإعلان.
وكانت من بين أوجه هذا الجدل تدوينات للفاعل السلفي حسن الكتاني، الذي كتب: “(..) تجاهر بفسقها وانحرافها عن الفطرة وتحمل اسم سيدة نساء العالمين”، مضيفا: “معرض الكتاب هذه السنة في المغرب ينشر كتب الكفر والفجور والعهر بين أبنائنا بكل وقاحة، وبالمقابل يضيق على كتب الدين والفضيلة”.
من جهتها، كتبت فاطمة الزهراء أمزكار، مؤلفة الرواية، على صفحتها الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “في وقت يحتفل فيه العالم بشهر الفخر (بمعنى شهر الاعتزاز بالمثلية والدفاع عن حقوق المثليين)، تتعرض كاتبة مغربية (…) لهجوم بسبب حفل توقيع كان مبرمجا يوم الأحد لا لشيء إلا كونها كتبت عن فئة من المجتمع ألا وهي مجتمع الميم. الكتاب منع من المعرض، والحفل ألغي لدواعٍ نجهلها… نعتذر أصدقائي لن نستطيع اللقاء وتوقيع الإهداءات، الوزارة أعلنت صوت الجهل والكراهية”.