قالت آمنة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، إن السياق العام الوطني والدولي يتسم باستمرار تأثير الجائحة، إضافة إلى حجم الأزمة الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية وما نجم عنها من ارتفاع غير مسبوق في الموارد الطاقية والحبوب ومشتقات الزيوت، وكذا تزامن هذه الأزمة مع سنة جافة بالمغرب وتراجع في الموارد المائية، ولذلك اعتبرت أن اللجان الجهوية للمجلس، على الخصوص، مطالبة باليقظة والتعبئة الشاملة من أجل تعزيز أفق الحماية.
وأوضحت بوعياش التي كانت تتحدث في الدورة الثامنة للجمعية العامة للمجلس، السبت بالرباط، أن المجلس قدم خلال شهر مارس مداخلات شفهية أمام مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، في عدة مواضيع، منها عقوبة الإعدام، والوقاية من التعذيب، والمرأة، والمدافعين عن حقوق الإنسان، بالإضافة إلى موضوع إقحام الأطفال في النزاعات المسلحة، والاستغلال الجنسي للأطفال، وحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، والحقوق البيئية، والسياسات العمومية وكوفيد.
وأضافت المتحدثة أن المجلس لم ينشر التقارير السنوية فقط، بل قام كذلك بنشر تقارير موضوعاتية، آخرها حول الحق في الصحة، والتقارير الموازية في إطار النظام الدولي لحقوق الإنسان، كما قدم آراءه المتعلقة بالصحافة والنشر والمسطرة المدنية والجنائية، ويقدم اليوم مشروع رأي بخصوص العقوبات البديلة.
وسجلت بوعياش تطورا نوعيا ملحوظا على مستوى تأثير المجلس في محيطه المؤسساتي والمجتمعي خلال بداية النصف الثاني من الولاية الحالية للمجلس، وذلك بما راكمه من مبادرات ومشاريع (على غرار المذكرة الخاصة بالنموذج التنموي، المقترحات والتوصيات الموجهة لرئيس الحكومة الجديدة، بالإضافة إلى التقرير الموضوعاتي حول الحق في الصحة، التدخلات الحمائية لمختلف أجهزة المجلس مركزيا وجهويا).
وفيما يتعلق بالسلطة التشريعية، أكدت بوعياش أن تقارير المجلس خلقت دينامية إيجابية للنقاش حول قضايا حقوق الإنسان داخل البرلمان، وتجاوبا لمجلس المستشارين مع تقرير الحق في الصحة، ورغبة مجلسي البرلمان في تعزيز مجالات وأشكال التعاون مع المجلس.
وبخصوص تأثير المجلس الوطني لحقوق الإنسان في محيطه المجتمعي بشكل عام، سجلت رئيسته الإقبال الكبير لمختلف الجامعات والكليات والجمعيات غير الحكومية لتنظيم لقاءات وجلسات نقاش مع الطلبة الباحثين شملت مختلف القضايا المنهجية والموضوعية التي تطرحها مسألة تعزيز فعلية الحقوق، سواء من خلال رفع التحديات المتعلقة بملاءمة التشريعات، وأهمية التربية والتكوين كدعامة لفعلية الأبعاد التنموية لقضايا الذاكرة والتاريخ وتحديات الفعلية من خلال السياسات.
واستحضرت بوعياش حضور المجلس على المستوى الوطني في عدة أنشطة ولقاءات ومعارض، وحضوره القوي على المستوى الدولي، حيث انتخب، في شخص رئيسته، في 9 مارس 2022، على رأس أمانة التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان.
وأشارت إلى مشاركة المجلس في منتدى استعراض الهجرات الدولية، المنعقد في نيويورك في ماي الماضي، بالمساهمة في نقاش رفيع المستوى حول حق المهاجرين في المعلومة، وكذا تنظيم لقاء مواز حول دور المؤسسات الوطنية في تفعيل الميثاق الدولي للهجرة، والمشاركة كذلك كمتدخل في لقاء مواز حول الهجرة والطفل، وكذلك في المشاورات مع أصحاب المصلحة.
كما شارك المجلس، وفق المصدر ذاته، في هذه اللقاءات بصفته مؤسسة وطنية ونائبا لرئيس التحالف العالمي، وكذلك كرئيس لمجموعة العمل المعنية بالهجرة التابعة للشبكة الإفريقية. وعقد عدة لقاءات في واشطنن مع مسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية، والكونغرس الأمريكي، ومركز للتفكير.