يؤثر الإجهاد المزمن بشكل كبير على صحة الإنسان، حيث يُعد الجسم والعقل قادرين على التكيف مع الإجهاد في البداية، ولكن مع استمرار التوتر لفترات طويلة، يمكن أن يسبب أضراراً جسيمة على الصحة. يؤدي هذا النوع من الإجهاد إلى تغييرات في وظائف الجسم الطبيعية، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين. بالإضافة إلى ذلك، يتسبب الإجهاد المستمر في إضعاف الجهاز المناعي، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.
ويعد الجهاز الهضمي من أكثر الأجهزة تأثراً بالإجهاد، حيث يؤدي الإجهاد إلى تعطيل توازن بكتيريا الأمعاء وتغيير العمليات الهضمية، مما يسبب آلاماً في البطن والانتفاخ واضطرابات في الأمعاء. كما يمكن أن يؤدي الإجهاد إلى زيادة أو فقدان الشهية، مما يساهم في اضطرابات الأكل. وعلى المدى الطويل، يمكن أن يؤدي الإجهاد المزمن إلى مشاكل صحية خطيرة، بما في ذلك قرحة المعدة واضطرابات الجهاز الهضمي الأخرى.
تعتمد إدارة الإجهاد بشكل فعال على مجموعة من الأساليب مثل ممارسة النشاط البدني المنتظم، والذي يساهم في تحفيز إنتاج الإندورفين وتحسين الحالة المزاجية. يمكن أيضاً أن يساعد اتباع نظام غذائي متوازن والنوم الجيد في تحسين الصحة العامة وتقليل تأثيرات الإجهاد على الجسم. تُعَدُّ تقنيات التأمل والتنفس العميق والاسترخاء العضلي التدريجي من بين الأساليب الفعالة لتعزيز الاسترخاء وتحسين التنظيم العاطفي.
ينبغي على الأفراد الذين يعانون من الإجهاد المزمن النظر في طلب المساعدة من متخصصي الصحة العقلية. يمكن للعلاج أو الاستشارة أن توفر استراتيجيات تأقلم فعّالة لدعم الأفراد في مواجهة التحديات المرتبطة بالإجهاد وتحسين جودة حياتهم. إدارة الوقت بفعالية وتحديد أهداف واقعية تعد أيضاً من الوسائل المهمة للتعامل مع الضغوط اليومية ومنع الإرهاق.