لا حديث بين الطلبة المغاربة في روسيا هذه الأيام إلا عن التأجيلات المتتالية للرحلات التي تبرمجها الخطوط الملكية الجوية تجاه المغرب، وهو ما خلق لهم ولأسرهم مشاكل عديدة، خاصة وأن ثمن التذاكر تضاعف مرتين بسبب كثرة الطلب عليها.
وقال عبد الإله الصغير، نائب رئيس جمعية آباء وأولياء الطلبة المغاربة في روسيا، إن “موقع الخطوط الملكية الجوية مفتوح والطلبة قاموا بحجز التذاكر ذهابا وإيابا، وكلما اقترب موعد الرحلة يفاجؤون بإلغائها أو تأجيلها إلى موعد آخر”.
وتتصدر شكاوى ارتفاع أسعار تذاكر العودة إلى المغرب أحاديث الطلاب المغاربة في روسيا، أمام الصعوبات الكثيرة التي يلاقونها في سياق الأزمة الجارية بين موسكو وكييف وتأثيرها على تعاملاتهم المالية.
ويرغب الطلبة في الالتحاق بالديار بسبب بعض المشاكل المالية التي تواجههم في سحب التحويلات المالية نظرا للعقوبات المفروضة على بعض البنوك، لكنهم يصدمون بالأثمنة المرتفعة للتذاكر.
وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قال أحد الطلاب المغاربة في روسيا إنه قام بحجز تذكرة العودة إلى المغرب أواخر شهر رمضان لكنه تفاجأ بتأجيل موعد الرحلة، مضيفا أن “سبب هذا التأجيل يعود إلى شروط بعض شركات التأمينات الأوروبية”، بينما يؤكد مصدر آخر أن “روسيا هي المسؤولة عن تأخير الرحلات الجوية تجاه المغرب”.
وقال الطالب المغربي ذاته إن “ثمن التذاكر بلغ خلال هذه الفترة 13 ألف درهم بعدما كان محددا في 8 آلاف درهم”، مبرزا أن “عددا من الطلبة فضلوا السفر عبر شركات طيران تركية”.
وفي تصريح لمجموعة من الآباء المنضوين تحت لواء جمعية لآباء طلبة روسيا، أكدوا أن الخطوط المغربية تتجاهل أبناءهم الذين يدرسون في روسيا، والذين يصل عددهم إلى 7 آلاف طالب.
وكان مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة، أعلن أن الحكومة بصدد بحث الحلول اللازمة لمساعدة الطلبة المغاربة الذين يتابعون دراستهم في روسيا، بعد قرار إخراجها من نظام “سويفت” لتحويل الأموال، إلا أنه لم يتم إلى حد الآن الإعلان عن هذه الحلول التي وعد بها.
يشار إلى أن عدد الطلبة المغاربة بروسيا بلغ إلى حدود السنة الماضية حوالي 20 ألف طالب اضطرتهم ظروف الجائحة إلى العودة المغرب، ولم يتمكنوا من الرجوع إلى روسيا بسبب رفض موسكو استقبالهم على الرغم من تأديتهم المسبقة لمصاريف الدراسة وواجبات الكراء على أراضيها.