عمل في سبيل التنمية الثقافية لمدينة سيدي يحيى الغرب واحتضان شبابها، يحضر في مبادرات تكوينية تقودها فرقة محلية توجت مؤخرا في مهرجان عربي.
في شهر يوليوز الجاري، ظفرت مسرحية “الليلة”، لمخرجها طارق بورحيم، بجائزة أفضل إخراج مسرحي في مهرجان الرحالة الأردني، بعد مشاركة “فرقة مسرح سيدي يحيى الغرب” في المسابقة الرسمية للدورة الأولى من هذا الموعد الفني.
وفي حفل محلي، احتفى فاعلون مسؤولون ومدنيون بالفرقة في نشاط نظمته باشوية المدينة ومجلسها البلدي وناشطون محليون أبرزوا “مدى أهمية تمثيل المدينة ورفع اسمها وطنيا وعالميا.
وفي تصريح لهسبريس، قال المخرج المسرحي طارق بورحيم إن أعضاء الفرقة أحسوا بدفء “الفرحة التي عاشتها المدينة في الشارع وكيف يتعامل معنا الناس”، وتابع: “المدينة تحتاج الفرحة وأن يسمع اسمها في منابر إعلامية، وفي الخارج، ويكفي أن نستحضر نطق وزيرة الثقافة الأردنية اسم سيدي يحيى في حفل رسمي”.
وفي سياق الحديث عن المسرحية المتوجة، ذكّر مخرجها بأنه قبل التتويج النهائي قد اختيرت “من بين 50 عرضا في المسابقة”، علما أن هذا عرض “يتناول التنوع الثقافي المحلي من طنجة إلى الكويرة من خلال أزياء كل أنحاء البلاد، وترك أثرا مهما نظرا للتعريف بالتراث المغربي، ويمثل دبلوماسية ثقافية موازية؛ ففي افتتاحنا اخترنا أغنية (العيون عينيا) التي لاقت تجاوبا كبيرا، وفي وسط العرض تفاجأنا بالجالية التي تهتف بحياة الملك ومغربية الصحراء”.
وواصل المصرح بأن “الفرقة تشتغل على الفن بمنظور التنمية، وعدد من شبابها، من بينهم المتوجون، تم تكوينهم وجرت تقوية قدراتهم، ليس بالضرورة للتخصص في الفن والتمثيل، بل في سبيل التكوين الذاتي وأن يكون المكوَّن صالحا لنفسه ومحيطه”.
وأضاف بورحيم أن “المشروع البيداغوجي للفرقة يستحضر دائما علاقة الفن بالتنمية، وتساءلنا قبل التأسيس لم فرقة جديدة؟ فجاءت فكرة الارتباط بالتنمية؛ أي فنٌّ يُعرّف بالمجال، ويسوق للمدينة على المستوى الاقتصادي انطلاقا من الضيوف الذين نستقبلهم”، وزاد قائلا: “المدينة في حاجة إلى الإشعاع الثقافي”.
وحول العمل الحالي والمستقبلي للفرقة من أجل تكوين شباب سيدي يحيى، قال المصرح: “نشتغل منذ ثلاثة شهور في إطار مؤسسة افتتحناها هي معهد للتكوين الفني في المسرح والموسيقى والسينما، بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وهو معهد يُكَوِّنُ جميع شرائح المجتمع، أطفالا وشبابا ونساء، في حي صفيحي”.
واسترسل بورحيم متحدثا عن المبادرة: “لقد خلق المعهد جوا مهما في فترة قصيرة، من بين مؤشرات النجاح أن الفوضى التي كان يثيرها الأطفال في هذا المجال قلّت، والناس فرحون”، قبل أن يكبِر مشهد “النساء اللائي يأتين بأبنائهن وينتظرنهم، ويحملن كتابا للمطالعة السريعة من المكتبة”.
وفي سياق التفاعل مع حاجيات المكوَّنين، ذكر المخرج أن المعهد قد أضاف “الفنون التشكيلية” ضمن برنامجه، وهو ما نتجت عنه “لوحات مذهلة يبدعها الأطفال”.
وفي ختام تصريحه لهسبريس، قال بورحيم إن هدف مؤسسي المعهد “ليس أن تبقى الفرقة تسيره، بل أن يصير عندنا في سيدي يحيى معهد بلدي على غرار عدد من المعاهد في تاريخ المغرب التي خرجت فنانين كثرا”.