قام العلماء بتحليل 151 وصفة شعبية حول العالم لمعرفة تأثيرها على التنوع البيولوجي. ووجدوا أن أطباق اللحوم كانت أسوأ المخالفين.
وذكرت الدراسة التي نشرتها صحيفة “الغارديان” إن “الوصفات التي تشمل الفلفل الحار ولحم الخنزير السالسا الأخضر وطبق لحم الضأن الأسباني المسمى ليتشازو، كانت جميعها ذات درجات عالية من الضرر على التنوع البيولوجي مقارنة بالأطباق النباتية.” وفقا لنتائج.
وأكدت الغارديان أنه تم إثبات التأثير البيئي السلبي الهائل لتناول اللحوم، وقد عززت الدراسة ذلك، حيث سجلت أطباق اللحوم أكثر من الأطباق النباتية في جميع السيناريوهات المنتجة محليا وعالميا تقريبا.
وتوصلت الدراسة أيضا إلى نتائج مفاجئة حول بصمة التنوع البيولوجي لبعض الحبوب والبقوليات.
أحد مؤلفي الورقة البحثية والأستاذ المشارك في العلوم البيولوجية بجامعة سنغافورة الوطنية، واسمه رومان كاراسكو، أشار إلى أن الوصفات التي تستخدم الأرز والبقوليات، مثل طبق تشانا ماسالا المبني على الحمص وكاري والفاصوليا، يمكن أن تسبب مشاكل أيضا، اعتمادا على مكان زراعة المكونات. وقال: “إن أصل الفاصوليا أو العدس الذي تستخدمه مهم إلى حد كبير”.
وقالت إليسا تشينج، المؤلفة الرئيسية للدراسة، وخريجة علوم الحياة في قسم العلوم البيولوجية بجامعة سنغافورة الوطنية: “تسلط الدراسة الضوء على مشاكل معينة تتعلق بالأطباق التي تستخدم مكونات من المناطق الاستوائية الغنية بالتنوع البيولوجي، بما في ذلك البرازيل والمكسيك”.
ووجدت الدراسة أن الأطباق التي تسبب أقل ضرر للتنوع البيولوجي هي تلك التي تحتوي على مكونات نشوية مثل البطاطس والقمح، بما في ذلك فطائر البطاطس البولندية والمانتو الصينية، وهي كعكة القمح المطبوخة على البخار.
ويصف برنامج الأمم المتحدة للبيئة الإنتاج الغذائي العالمي، وخاصة الزراعة الحيوانية، باعتباره المحرك الرئيسي لخسارة التنوع البيولوجي، وجزء رئيسي من المشكلة يتلخص في مساحة الأرض اللازمة للماشية وعلفها.
وقال كاراسكو إن “الماشية البرازيلية، على سبيل المثال، تحتاج إلى مساحة كبيرة، وكذلك الأغنام الإسبانية”. ورغم أن البقوليات تعتبر “محصولا ممتازا” من حيث كفاءة استخدام الأراضي وقيمتها الغذائية العالية، فمن الممكن زراعتها بشكل أفضل في المناطق الأقل تنوعا بيولوجيا.
وأضاف كاراسكو إنه توقف عن تناول لحوم البقر منذ حوالي خمس سنوات، وأكدت النتائج التي توصلت إليها الصحيفة أن هذه هي الخطوة الصحيحة. وأضاف: “أعتقد أنني سأتوقف عن تناول لحم الضأن الآن أيضا”.
وقال جوزيف بول، الأستاذ المشارك في بيولوجيا تغير المناخ بجامعة أكسفورد، والذي لم يشارك في البحث، إن النتائج المتعلقة بالبقوليات والأرز التي لها تأثير أكبر في المكسيك والبرازيل والهند كانت “مثيرة للاهتمام وتضيف فارقا بسيطا إلى ما نعرفه”. لكنه شدد على حقيقة أن “الأغذية الأكثر تأثيرا على التنوع البيولوجي هي اللحوم”.