بعنوان “مراسيم الزواج بالمغرب”، صدرت عن معهد الشارقة للتراث ترجمة لكتاب الأنثروبولوجي فسترمارك، الذي اهتم بدراسة جوانب متعددة للاعتقاد وأسلوب العيش في مغرب العقود الأولى من القرن العشرين.
ووقع هذه الترجمة الجديدة إلى اللغة العربية كل من أمينة إساكن وحسن أميلي.
وألف إدوارد ويسترمارك (فسترمارك) كتابه هذا سنة 1914، في صيغة “دراسة أنثروبولوجية كاشفة عن شعور مرهف بالملاحظة، متطرقا بالوصف الدقيق والعميق للطقوس والمراسيم في مختلف المناطق الحضرية والقروية.
واهتم فيسترمارك بدلالات ورموز هذه الطقوس والمراسيم بالاستناد إلى “مقامه بالمغرب الذي دام ست سنوات، انشغل خلالها بالبحث السوسيولوجي في موضوع الزفاف”.
هذا الانشغال البحثي مكن الأنثروبولوجي من “مقاربة عادات ومعتقدات مجموعات بشرية مختلفة من حيث الجنس والثقافة والنمط السوسيو-اقتصادي، حتى تكونت لديه نظرة أنثروبولوجية شبه كاملة”.
هذا العمل اقتضى، وفق تصدير الكتاب، الاطلاع على المؤلفات ذات الصلة، العربية منها: أي القرآن، والسنن، ومقدمة ابن خلدون، وكتب الفقه الإسلامي مثل مختصر خليل، ورسالة أبي زيد القيرواني، وكتب مذاهب المالكية والحنبلية والشافعية والحنفية، إضافة إلى المراجع الإنجليزية والفرنسية والألمانية والاسكندنافية حول تفاصيل الأعراف والتقاليد المجتمعية في المغرب.
كما تطلب هذا البحث أيضا إجراء مقارنات مع مناطق متعددة من العالم الإسلامي، وبعض مناطق إفريقيا، مع استحضار نماذج أوروبية قديمة ومعاصرة.
وقد اهتم عالم الأنثروبولوجيا الفنلندي بتاريخ الزواج البشري، وله دراسة مرجعية حوله من ثلاثة مجلدات.
كما اهتم بتاريخ تكوّن القناعات والمُثُل الأخلاقية، والأثر الاجتماعي للمعتقدات، والممارسات والمعتقدات الدينية والسحرية لعدد من شعوب العالم الإسلامي.
وقد حل هذا الأنثروبولوجي بالمغرب واهتم بحثيا بالمعتقدات الدينية المغربية، وتقاليد احتفالية مثل “بيلماون” أو “بوجلود”، فضلا عن دراسته احتفالات ومراسيم الزواج المغربية.