زهير البوحاطي
في الوقت الذي يسمح لسكان سبتة ومليلية بالدخول إلى المغرب، سواء المجنسين أو الذين يتوفرون على شهادة الإقامة بالمدينتين أو بإسبانيا، لم يعد بمقدور ساكنة الشمال، سواء بالحسيمة والناظور أو بتطوان والمضيق – الفنيدق، الولوج إلى المدن المحتلة كما كان سابقا، حيث تم فرض التأشيرة الأوروبية عليهم من أجل الدخول للمدينتين اللتين كانوا يدخلون إليهما بجواز السفر فقط، كما أن السلطات الإسبانية ألغت التأشيرة الخاصة بالمدينتين والتي كان من السهل الحصول عليها مع انخفاض تكلفتها، لكن اليوم، صار الذهاب إلى هناك شبه مستحيل بسبب العمل بنظام “شنغن” الذي وقعت عليه الدول الأوروبية، وهذا ما اعتبره العديد من سكان الشمال إقصاء وحيفا في حقهم بسبب هذا الإجراء الذي لم يكن في الحسبان، كما أنه كسر الحركة الاقتصادية لمدن الشمال، وضيع فرص الشغل على الساكنة التي كانت تشتغل بالمدينتين، مما ساهم في تزايد الهجرة السرية نحوها.
وفي المقابل، زاد الطمع الإسباني في المزيد من الإجراءات على معبري “باب سبتة” و”بني انصار”، حيث تستعد السلطات الإسبانية خلال السنة المقبلة، لاعتماد أنظمة ذكية في تدبير عمليات الدخول إلى المدينتين المحتلتين أو الولوج إلى باقي التراب المغربي، وسيتيح النظام الجديد إمكانية التعرف على الوجه والتمييز بين الأشخاص بسرعة وبدقة للقضاء على الهجرة من خلال التعرف على الوثائق وجوازات السفر الشبيهة والمزورة.
وسبق للجانب المغربي أن اعتمد هذا النظام منذ أن افتتح المعبر الحدودي “باب سبتة” بعد “كورونا”، إلا أن ضعف صبيب الأنترنيت وقف العمل باعتماد النظام الذكي للتعرف على الوجه، كما يتسبب هذا الأمر في بطء عملية العبور التي تتسبب في الاكتظاظ لساعات طويلة.