أطلق مؤرخ فرنسي بالتعاون مع مؤسستين إيطاليتين الخميس من القدس الشرقية تطبيقا للهاتف المحمول يسمح للمتصفحين بمشاهدة ثلاثية الأبعاد لحي المغاربة والإطلاع على تاريخه الذي يقول مطورو التطبيق إنه غير معروف إلى حد ما.
وكانت إسرائيل قد هدمت الحي الواقع في البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة بعد احتلال هذا الشطر في العام 1967 ولم يبق ما يذكر بتاريخه العربي في الساحة الواسعة التي تعج بالسياح والمصلين اليهود.
وشيد الحي الذي كان محاذيا للحائط الغربي أو “حائط المبكى” بالنسبة لليهود، غرب باحات المسجد الأقصى، في عهد صلاح الدين الأيوبي في القرن الثاني عشر الميلادي للحجاج المسلمين من شمال إفريقيا.
وبعد احتلال الشطر الشرقي من القدس تم إجلاء سكانه قسرا من منازلهم تمهيدا لهدمه الذي تم ليلا.
وطور المؤرخ الفرنسي فينسينت لومير التطبيق بالتعاون مع وكالة النمذجة الإيطالية وجامعة مودينا الإيطالية الذي يسمح بالتجول افتراضيا في كل زقاق.
والتطبيق جزء من مشروع أكبر تحت مسمى “القدس المفتوحة” الذي يجمع نحو ستين باحثا عملوا على جمع ورقمنة نحو 40 ألف وثيقة أرشيفية مكتوبة بـ 12 لغة حول تاريخ المدينة المقدسة.
وقال لومير المشرف على المشروع لوكالة فرانس برس خلال مؤتمر صحافي “أعتقد أن 99 في المئة من الزوار الذي يقفون أمام حائط المبكى لا يعرفون شيئا عن هذه القصة”.
وبحسب المطورين الذين استندوا إلى وثائق أرشيفية وخرائط قديمة وصور وشهادات من سكان سابقين في الحي أنه “يتيح للمستخدمين عيش تجربة غنية في الشوارع والمساجد والمدارس والساحات في منطقة حي المغاربة”.
ورأى لومير أن التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد تجعل من الممكن الوصول إلى جمهور أوسع بشكل أفضل من الكتابات الأكاديمية.
وبحسب لومير الذي يشغل منصب مدير مركز الأبحاث الفرنسي في القدس “لا يمكن الوصول إلى تاريخ هذا الحي ويجب تسهيل ذلك”، مشيرا إلى أن “الناس لا تدرك أنه أمام هذا الجدار التوراتي كان هناك حتى العام 1967 حي أنشأه صلاح الدين الأيوبي”.
وكانت أعمال تنقيب نفذها علماء آثار إسرائيليون كشفت في يناير 2023 عن بقايا الحي ما أثار قلقا بشأن مصير أنقاضه التي سرعان ما طمرت.
وسبق أن أصدر لومير في العام 2022 كتابا عن هدم الحي تحت عنوان “عند أقدام السور: حياة وموت حي المغاربة في القدس”.
وتحدث في المؤتمر أحد متولي الوقف المغربي في القدس ويدعى أشرف جندوبي المغربي.
وأكد المغربي محاولة أحفاد سكان الحي الأصليين “الحفاظ على ما تبقى من الوقف”، مؤكدا على ضرورة أن تعرف “الأمة المغربية من موريتانيا إلى ليبيا أن لديها حقوقا في القدس”.