مازال ملف الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا، هرباً من ويلات الحرب هناك، يثير ردود فعل متجددة، وصل صداها إلى البرلمان، مع مطالبة النائبة البرلمانية بمجلس النواب نبيلة منيب وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بـ”الإسراع في تفعيل القرار الوزاري القاضي بإدماج هؤلاء الطلبة في مؤسسات التعليم العالي بالمغرب، ووضع حد لتخوفاتهم من التراجع عن أجرأة هذا القرار”.
وتأتي هذه المراسلة بعد وقفة أول أمس الثلاثاء، تعالت فيها أصوات وصرخات آباء وأولياء الطلبة المتضررين أمام مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بالرباط، من أجل إثارة انتباه الحكومة إلى “الزمن المهدور في حل ملف أبنائهم، واحتجاجا على إصرار الوزير عبد اللطيف ميراوي على تنظيم الامتحان كشرط للإدماج”.
ونادى المحتجون في الوقفة الثامنة من نوعها منذ بداية مسلسل الشد والجذب في هذا الملف بـ”فتح حوار عاجل من أجل طرح عدد من الحلول الممكنة التي تحتاج فقط إلى الإنصات”، حسب محمد خوخشاني، أب طالب عائد من أوكرانيا وعضو المكتب الوطني للجمعية الوطنية لطلبة المغرب بأوكرانيا، في تصريح لهسبريس على هامش الوقفة.
ووفق نص سؤال منيب، الذي اطلعت عليه هسبريس، فإن آباء هؤلاء الطلبة “استبشروا خيراً بصدور القرار الوزاري في الموضوع، وانتظروا طويلا تفعيله وإدماج أبنائهم في مؤسسات التعليم العالي”، في حين كانت “صدمتهم كبيرة للغاية لعدم تفعيل القرار وترك أبنائهم يواجهون مصيرا مجهولا في ظل العديد من المؤشرات عن التراجع عن الوعود التي قُدمت لهم بهذا الصدد، والتلميح إلى صعوبة الاستجابة لتدريس هؤلاء الطلبة بالمؤسسات الجامعية المغربية”.
وأفادت نبيلة منيب، النائبة عن الحزب الاشتراكي الموحد وأمينته العامة، أن وضع سؤالها الكتابي جاء بعدما “تلقّى الحزب طلب تدخل من المكتب الوطني للجمعية الوطنية لأمهات وآباء طلبة المغرب بأوكرانيا، يهم عدم تفعيل قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار إدماج الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا”، مشيرة في تصريح لهسبريس إلى أن “حيفاً كبيرا طالهم، فيما آباؤهم يحتاجون طمأنة وتجاوبا باعتبارهم مواطنين مغاربة لهم كامل حقوقهم”.
ولفتت النائبة البرلمانية ذاتها إلى أن الجمعية الوطنية لأمهات وآباء طلبة المغرب بأوكرانيا “بادرت بتقديم طلبات لقاء مع الوزير دون أن تتمكن من ذلك إلى حد الآن”، مضيفة إلى أن هدف ذلك هو “فتح نقاش جاد مع الوزارة لإيجاد حلول مناسبة لوضعية هؤلاء الطلبة الذين سيشكلون قيمة مضافة كمّا وكيفاً لبلدهم”.
واعتبرت المصرحة ذاتها أن حزبها “تبنّى هذا الملف مثل باقي القضايا الأخرى العادلة للمواطنين والمواطنات، ولا يمكن حالياً التدخل إلا عبر وسيلة السؤال الكتابي”، مردفة: “لن نكتفي به فقط، بل نناقش الأمر على مستويات أخرى ممكنة قصد وضع حد لمأساتهم وضمان استكمالهم التكوين والإدماج الأكاديمي كما المهني”.
يشار إلى أن تحريك هذا الملف تشريعيا في قبة البرلمان تضمن، أيضا، سؤالا كتابيا آخر وجّهه النائب إسماعيل الزيتوني، عن فريق التجمع الوطني للأحرار، بخصوص معاناة الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا، موردا: “رغم المجهودات المبذولة من طرف الحكومة، غير أن هناك فئة من هؤلاء الطلبة كانوا في سنتهم الدراسية الأخيرة، واجتازوا الامتحانات عن بعد، لكن إلى حدود الساعة لم يتمكنوا من الحصول على دبلومات تخرجهم”؛ ومسائلاً الوزير الوصي على قطاع التعليم العالي عن الإجراءات والتدابير التي يعتزم القيام بها “من أجل تمكين هؤلاء الطلبة من الحصول على دبلوماتهم”.