قالت مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في تقريره السنوي برسم سنة 2022 إن الزراعة المكثفة للقنب الهندي في منطقة الريف بالمغرب أدت إلى زيادة الضغط على النظام البيئي الهش فيها، كما تسببت في إزالة الغابات وندرة المياه وفقدان التنوع البيولوجي.
وجاء في التقرير أن هذه الزراعة المكثفة حولت منطقة الريف إلى أكبر مستخدم للأسمدة والمبيدات في القطاع الفلاحي في البلاد؛ كما تستمر بشكل تقليدي، ويتم الاعتماد فيها على الاستخدام المكثف للأسمدة، كما تم إدخال تقنيات الري الحديثة والأصناف عالية الإنتاجية، وهو ما أدى زيادة الضغط على موارد المياه في المنطقة.
معطيات مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تشير إلى أن “المغرب يأتي في المرتبة الأولى من حيث إنتاج الحشيش على مستوى العالم ما بين 2016 و2020، كما أنه يعتبر محطة لانطلاق الشحنات نحو بلدان أخرى”. وتأتي بعد المغرب كل من أفغانستان وإسبانيا وهولندا وباكستان ولبنان وألبانيا وقيرغيزستان، ثم إيران ونيبال والهند.
ومن حيث كميات “الحشيش” المضبوطة سنة 2020، تأتي إسبانيا في المرتبة الأولى بحوالي 490 طناً، يليها المغرب بـ470 طناً، ثم أفغانستان وباكستان وإيران والجزائر وفرنسا ومصر ثم تركيا والبرتغال والسعودية ولبنان.
أما كمية نبتة القنب الهندي المضبوطة حسب كل دولة، فكانت الصدارة للهند بحوالي 590 طناً، ثم الولايات المتحدة بـ570 طناً، ثم البرازيل بـ560 طناً، ثم كولومبيا ومصر والباراغواي، ثم المغرب في المرتبة السابعة بنحو 240 طناً من القنب الهندي المضبوط.
وأشارت المعطيات ذاتها إلى أن منطقة الساحل في إفريقيا تنشط فيها جماعات مسلحة غير حكومية متنوعة، بما فيها الجماعات الجهادية التي تتحالف مع القاعدة و”داعش”، وتستعمل مجموعة متنوعة من مصادر الدخل المتاحة، بما في ذلك تجارة المخدرات غير المشروعة.
وكشفت معطيات التقرير أن المخدر الرئيسي للاتجار في منطقة الساحل هو “الحشيش”، الذي ينتج في الغالب في المغرب ويوجه إلى أسواق الاستهلاك في أوروبا والشرق الأوسط.
ولاحظ خبراء الأمم المتحدة أن “هناك أدلة متزايدة على أن طريق الساحل يستخدم في تهريب الحشيش”، فيما أورد التقرير أن فريق خبراء مجلس الأمن المعني بمالي أفاد بوجود عدة حالات أدت فيها شحنات كبيرة من “الحشيش” القادم من المغرب إلى ليبيا إلى اشتباكات مميتة بين الجماعات في المنطقة.
وبحسب الوثيقة ذاتها فإن معظم تجارة “الحشيش” تأتي من المغرب إلى إسبانيا ومن أفغانستان إلى بلدان أخرى غرب آسيا؛ فيما تعتبر إسبانيا البوابة الرئيسية للأسواق في غرب ووسط أوروبا، كما يوجه “حشيش” المغرب إلى دول أخرى في شمال إفريقيا، ويتم نقله عبر البحر عن الطريق الساحلي الجنوب للبحر الأبيض المتوسط.
زيادة الاستخدام
نبه مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في تقريره إلى أن تشريع القنب في أجزاء من العالم أدى إلى زيادة استخدامه اليومي، حيث تعاطى حوالي 284 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 15 و 64 عاماً المخدرات في جميع أنحاء العالم عام 2020، بزيادة قدرها 26 في المائة عن العقد السابق.
ووفقا للتقرير، يبدو أن تقنين القنب في أمريكا الشمالية زاد من التعاطي اليومي له، وخاصة بين الشباب، حيث تم الإبلاغ عن زيادة في الانتحار والاستشفاء وعدد الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات النفسية. كما أدى التقنين إلى زيادة عائدات الضرائب وخفض معدلات الاعتقال لحيازة القنب بشكل عام.
وسجلت صناعة الكوكايين رقماً قياسياً عام 2020، إذ نمت بنسبة 11 في المائة من عام 2019 إلى 1982 طناً. ووصلت مضبوطات الكوكايين، على الرغم من جائحة كوفيد -19، إلى مستوى قياسي بلغ 1424 طناً عام 2020.
وتشير بيانات المضبوطات إلى أن الاتجار بالكوكايين آخذ في التوسع ليشمل مناطق أخرى خارج الأسواق الرئيسية لأمريكا الشمالية وأوروبا، مع زيادة مستويات الاتجار إلى إفريقيا وآسيا.
كما زاد إنتاج الأفيون في جميع أنحاء العالم بنسبة سبعة في المائة بين عامي 2020 و2021 إلى 7930 طناً؛ ويرجع ذلك في الغالب إلى زيادة الإنتاج في أفغانستان. غير أن المساحة العالمية المزروعة بخشخاش الأفيون انخفضت بنسبة 16 في المائة في الفترة نفسها.
وذكر التقرير أن أسواق المخدرات غير المشروعة لها تأثيرات محلية أو مجتمعية أو فردية على البيئة، تشمل إزالة الغابات، والنفايات الناتجة عن تصنيع المخدرات الاصطناعية، وإلقاء النفايات التي يمكن أن تؤثر على التربة والمياه والهواء بشكل مباشر، وكذلك الكائنات الحية والحيوانات والسلسلة الغذائية بشكل غير مباشر.