توجه آمل يطمح أن تتعرف القارة الإفريقية على غنى الإنتاج الثقافي والأدبي لمختلف مناطقها، عبر عنه معرض الكتاب بالرباط الذي استضاف “الآداب الإفريقية” ضيف شرف.
لكن، لم يغب سؤال: هل الآداب الإفريقية ضيف شرف أم آداب جنوب الصحراء الإفريقية؟ عن المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته 27 بالرباط.
ويعزز مشروعية السؤال كون رواق “ضيف الشرف” يضم، خاصة، عارضين من دول إفريقيا المتحدثة بالفرنسية، ولا تحضر فيه الدول المغاربية، ولا كثير من دول إفريقيا المتحدثة بالإنجليزية، ولا تحضر فيه دول إفريقية عربية مثل السودان ومصر.
وباستثناء حضور موريتانيا المزدوج داخل رواق “ضيف الشرف وخارجه”، علما أنها دولة عربية اللسان تحضر فيها الفرنسية وتنتمي إلى المنطقة المغاربية والعالم العربي ودول الساحل الإفريقي، تبقى باقي الدول المغاربية حاضرة في أروقة عادية، مع باقي الناشرين، كما تحضر، في الجناح نفسه، أروقة مصرية وسودانية.
لطيفة مفتقر، مندوبة معرض الكتاب، أكدت أن ضيف الشرف هو “الآداب الإفريقية بصفة عامة”، وأضافت: “تحضر نيجيريا وزامبيا المتحدثتان بالإنجليزية”.
وتابعت مفتقر، في تصريح لهسبريس، قائلة: “راسلنا كتابا وناشرين آخرين من القارة الإفريقية، لكن مسألة مناسَبة وقت تنظيم المعرض لجدولهم الزمني كانت مسألة محددة؛ فقد دعونا رواندا مثلا، ناشرين وكتابا، لكن لم يتَح حضورهم بسبب التزاماتهم”.
وأكدت مفتقر أن المعرض “حرص على أن تكون شخصيات كبيرة حاضرة داخله، لكن من هؤلاء من لهم أجندات ممتلئة”.
وحول غياب تونس ومصر والسودان عن رواق ضيف الشرف المخصص لـ”الآداب الإفريقية”، ذكرت المتحدثة أن هذه دول “حاضرة أصلا في المعرض، ولنا معها اتفاقيات تبادل، ولها أروقة في المعرض، مثل اتحادات الناشرين التونسيين والموريتانيين والسودانيين”.
وواصلت مندوبة معرض الكتاب بأن الدول الإفريقية الأخرى، “لم تكن تجمعنا معها اتفاقيات، ولم تكن لناشريها إمكانية المشاركة، فوضعت في رواق الشرف لتسليط الضوء عليها، ومنها دول تشارك لأول مرة”.
وحول اختيار آداب القارة الإفريقية ضيف شرف، قالت مفتقر إنه اختيار جاء “احتفاء باختيار الرباط عاصمة للثقافة الإفريقية”، ولـ”تعريف جميع الفئات التي تزور المعرض بالأدب الإفريقي؛ فعديدون لا يعرفون غناها وتنوعها، وكونها معروفة على الصعيد العالمي، ومن كتاب القارة من حصل على جوائز أدبية عالمية”.
وبعد استضافة سابقة لدول غرب إفريقيا “ضيف شرف” معرض الكتاب سنة 2017، نتج عنها تأسيس جمعية الناشرين الأفارقة، قالت مندوبة المعرض: “بعد تنظيم اليوم المهني، وتنظيم لقاءات بين مختلف دور النشر الإفريقية، علما أنه توجد منها دورٌ لا تعرف بعضها البعض، العمل جارٍ الآن بينها لخلق شبكة للناشرين تسند عمل الاتحاد”.
هذا التنسيق لا يتوقف عند القارة الإفريقية وناشريها، بل يمتد إلى مناطق عالمية أخرى، وفق المصرحة ذاتها التي أبرزت أن “من بين اللقاءات التي تجمع الناشرين، لقاءات بين ناشرين أفارقة وكيبيكيين وفرنسيين… للتعرف عليهم وعلى عملهم، ولخلق شبكات وتواصل بينهم، والتنسيق حول حقوق المؤلف والحضور في معارض أخرى للكتاب”.
وسجلت مفتقر أن الهدف من استضافة ناشرين من مناطق أخرى من القارة الإفريقية، ليس هو فقط “عرض رصيدهم الوثائقي، بل أيضا إتاحة فرصة نسج علاقات مع ناشرين في دول أجنبية وتصدير الإنتاجات الإفريقية، لأن إشكال النشر في القارة هو عدم القدرة على تصدير المنشورات خارجها”.