تشهد مجموعة من المناطق الغابوية حرائق متعددة هذه الأيام، أعادت نقاش التدابير الاستباقية إلى الواجهة، بالنظر إلى الخطر البيئي المحدق بالثروة النباتية والحيوانية في ظل تفاقم حدة التغيرات المناخية.
وتواصل السلطات العمومية إخماد حرائق الغابات المندلعة بمدن متفرقة بتوفير مئات الموارد البشرية والتجهيزات اللوجستيكية للسيطرة عليها، بما يشمل طائرات “كنادير” التابعة للقوات المسلحة الملكية، وطائرات “توربوتراش” التابعة للدرك الملكي.
لذلك، أطلقت فعاليات بيئية حملات تحسيسية لتوعية المواطنين بأهمية الابتعاد عن السلوك المُسبّب للحرائق في فصل الصيف حيث يسهل اندلاعها بسبب الرياح التي تكون مدعومة بارتفاع درجات الحرارة.
في هذا الإطار، قال عبد الرحيم الكسيري، المنسق الوطني للائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة، إن “التغيرات المناخية ترتفع حدتها يوما بعد يوم بشكل متسارع، حيث حطمت درجات الحرارة أرقاماً قياسية حتى بالقطب الشمالي”.
وأضاف الكسيري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المغرب يوجد في قلب هذه المعادلة البيئية العالمية، لأنه يعاني بدوره من إشكاليات ندرة المياه والتصحر وتزايد الحرائق الغابوية والواحية خلال السنوات الأخيرة”.
وأوضح الفاعل البيئي أن “الغطاء الغابوي المغربي يقدر بأزيد من 5 ملايين هكتار، لكنه بات يتراجع بشكل كبير بسبب الأنشطة البشرية والطبيعية”، مبرزا أن “الجفاف زاد من حدة الخطر البيئي الذي تشهده المناطق الغابوية”.
وتابع بأن “الجماعات الترابية مطالبة بالانخراط في البرامج الوطنية للحفاظ على الموروث الغابوي، بما يشمل محاربة الحرائق، وتحسيس السكان بأهمية تفادي السلوك الذي من شأنه التسبب في إشعال الحرائق”.
وأكد المنسق الوطني للائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة أن “المغرب حقق مكتسبات إيجابية في ما يتعلق بمحاربة حرائق الغابات، لكن ذلك لا يكفي في ظل التغيرات المناخية المتفاقمة خلال السنوات الماضية”.
وواصل الكسيري بأن “الدولة مدعوة لتقوية أجهزة محاربة حرائق الغابات، عبر تنسيق الجهود المبذولة بين مختلف الفاعلين، وتدعيم المؤسسات المعنية بتلك المهام، لأن الحرائق الحالية أثبتت ضعف طرق احتواء الحرائق”.
وأشار المصدر ذاته إلى أن “العالم برمته يشهد حرائق استثنائية بكل المقاييس، سواء بالمغرب أو أوروبا أو أمريكا، ما يستلزم أهمية التكيّف مع التغيرات المناخية العالمية، وابتكار أساليب جديدة لاحتواء الحرائق”.