توقفت في أزيلال -مؤقتا- أشغال توسيع وتقوية الطريق الوطنية رقم 25 على مستوى المقطع الرابط بين أفورار وبين الويدان، والممتد على مسافة حوالي 29 كلم، ما خلق معاناة حقيقية للساكنة ولمستعملي الطريق على حد سواء.
ورغم أن انسحاب المقاول نائل الصفقة لم يتم الإعلان عنه بشكل رسمي، إلا أنه خلق قلقا في صفوف مستعملي الطريق، الذين أكدوا في تصريحات متطابقة لهسبريس أن من شأن القرار أن يزيد من تأزيم الوضع كثيرا، لافتين إلى أن طول أمد الأشغال بالمقطع الطرقي المذكور تسبب في أضرار متنوعة لعرباتهم، وكانت له آثار سلبية على نفسيتهم.
وأوضح رشيد مجدي، وهو مُوزّع مواد غذائية على محالّ تجارية نواحي أزيلال، أنه يواظب على استعمال هذه الطريق بكثرة، بحكم نشاطه التجاري بالمنطقة، مسجلا تعثرا ملحوظا على مستوى وتيرة الإنجاز منذ بدء الاشغال بالمقطع الطرقي المذكور، ما ظل يتسبب له في مشاكل من زبنائه ويؤثر على الحالة الميكانيكية لسيارته.
وأضاف المتحدث ذاته أنه كان على علم بالجهود التي تبذلها السلطات الإقليمية التي كانت تتدخل في أكثر من مرة لامتصاص غضب مستعملي الطريق، جراء تعثر الأشغال وتوقف حركة السير على مستوى عدة منعرجات، ما كان يخلق ارتباكا في مواعيد مستعملي الطريق.
من جانبه، قال مصطفى (42 عاما)، وهو من ساكنة إكودي نلخير نواحي أزيلال، ومن ضمن المواظبين على استعمال هذه الطريق منذ حوالي 15 عاما: “إن الأشغال اقتربت من الانتهاء بالمقطع الطرقي الرابط بين بين الويدان وأزيلال، وهو في حالة جيدة”، معبرا عن أمله في أن تتواصل الجهود وتتكاثف لإنهاء ما تبقى من هذا الورش الكبير، “الذي سيشكل قيمة مضافة للشبكة الطرقية بالإقليم”.
وأوضح المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن “الساكنة تعول على هذه الورش الكبير الذي من شأنه الحد من معاناتها في التنقل صوب عاصمة جهة بني ملال خنيفرة، لاسيما حينما يتعلق الأمر بالمرضى أو الحالات المستعجلة التي تتطلب العلاج بالمستشفى الجهوي لبني ملال”، وزاد أن “قرار الانسحاب، تحت مبرر ارتفاع سعر المحروقات أو بعض المواد المستعملة في بناء الطرق، يبدو غير مقنع”، مشيرا إلى أن توقف الأشغال بالمقطع المذكور في الفترات السابقة كان يكلفه أزيد من 80 درهما جراء تغيير وجهته نحو بني ملال عبر طريق تيموليلت.
وفي معرض تعليقه، أوضح المدير الإقليمي للتجهيز والماء بأزيلال، مصطفى تفسوت، أن “أشغال توسيع وتقوية الطريق الوطنية رقم 25 الرابطة بين أزيلال والطريق الوطنية رقم 08 على طول 59 كلم، بتكلفة 172 مليون درهم، تندرج في إطار اتفاقية تأهيل المحاور الإستراتيجية بجهة بني ملال خنيفرة، وتروم النهوض بالمجال الاقتصادي والسياحي في الإقليم، وتحسين انسيابية المرور وتحقيق السلامة الطرقية”.
وأبرز المدير الإقليمي للتجهيز أن “الأشغال بالمقطع الطرقي الرابط بين الطريق الوطنية رقم 08 وأفورار انتهت في ظروف جيدة”، وأن “نسبة الأشغال بالمقطع الطرقي الرابط بين بين الويدان وأزيلال بلغت 70 بالمائة”، لافتا إلى أنه “في الأشهر القليلة المقبلة سيتم تسليم المشروع”.
أما بخصوص المقطع الطرقي الرابط بين أفورار وبين الويدان على مسافة 29 كلم فإن نسبة أشغال التتريب وإنشاء المنشآت الفنية بلغت 90 بالمائة، تبعا للمصدر ذاته، فيما وصل بناء قارعة الطريق 30 في المائة، مؤكدا أن المقطع المذكور هو الأصعب ضمن الورش ككل.
كما قال مصطفى تفسوت إن “نائل الصفقة بادر إلى طلب فسخ العقد بالنظر إلى ارتفاع أسعار المحروقات وبعض المواد الأساسية، خاصة مادة الـ Bitumesالتي تشكل 25 في المائة من تكلفة الصفقة”، مشيرا إلى أن “طلب المعني بالأمر هو الآن قيد الدراسة (…) وبالنظر إلى كون الطريق تشكل شريانا اقتصاديا وسياحيا مهما بالنسبة لإقليم أزيلال فإن ما تبقى من الأشغال سيتم تدبيره عاجلا مع المصالح المعنية، سواء خلال هذه الصفقة أو في إطار صفقة جديدة”.